تشهد الولايات المتحدة الأمريكية موجة واسعة من الاحتجاجات ضد ترامب، إذ خرج ملايين الأمريكيين في أكثر من 2700 تظاهرة تحت شعار “لا ملوك”، في واحدة من أضخم موجات التعبير الشعبي عن رفض الحكم الاستبدادي في تاريخ البلاد.
ملايين في الشوارع.. وأجواء التحدي تعم المدن الأمريكية

وفقًا للمنظمين، تجاوز عدد فعاليات الاحتجاجات ضد ترامب حاجز 2500 احتجاج داخل الولايات المتحدة وخارجها، بزيادة نحو 450 فعالية عن احتجاجات يونيو/حزيران الماضي.
وفي مدينة سان فرانسيسكو، أعاد آلاف المتظاهرين مشهد “علامة لا ملوك” الشهيرة على شاطئ أوشن بيتش، مؤكدين رفضهم لما وصفوه بـ”نزعة ترامب السلطوية”.
أما في بورتلاند، فقد خرج ما يقرب من 40 ألف شخص في أجواء احتفالية وساخرة، مرتدين أزياء حيوانات قابلة للنفخ، في تحدٍ مباشر لتصريحات ترامب السابقة التي توقع فيها اندلاع أعمال شغب.
قادة سياسيون ينضمون إلى صفوف المحتجين

في أتلانتا بولاية جورجيا، شارك نحو 10 آلاف شخص في واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد ترامب، من بينهم السيناتور رافائيل وارنوك والمرشحة السابقة لمنصب حاكم الولاية ستايسي أبرامز، اللذان أكدا على أهمية “حماية الديمقراطية الأمريكية من أي نزعات ملكية أو عسكرية”.
وفي شيكاغو، امتدت التظاهرات لمسافة ميلين وصولًا إلى برج ترامب، حيث وجّه آلاف المحتجين إشارات استهجان نحو المبنى في مشهد رمزي قوي، وقدّرت صحيفة “شيكاغو تريبيون” عدد الحضور بنحو 100 ألف شخص.
تأهب أمني في الولايات.. والحرس الوطني على الخط
تزامن تصاعد الاحتجاجات ضد ترامب مع إعلان عدة ولايات، أبرزها تكساس وفرجينيا، حالة التأهب في صفوف الحرس الوطني تحسبًا لأي اضطرابات. كما اتخذ حكام ولايات أخرى إجراءات مماثلة، في ظل قلق متزايد من تحول المظاهرات السلمية إلى مواجهات.
احتجاجات تضامنية حول العالم

لم تقتصر الاحتجاجات ضد ترامب على الداخل الأمريكي، إذ شهدت مدن أوروبية كبرلين وباريس ولندن مظاهرات تضامنية حملت الشعارات ذاتها.
وقالت الأمريكية جيني ليستر-نيفز، المقيمة في برلين: “وجودنا هنا يذكّرنا بتاريخ ألمانيا، وما يمكن أن يؤدي إليه تطبيع الاستبداد. نقف ضد ذلك بكل وضوح.”
ترامب يرد: “أنا لست ملكًا”
وفي أول تعليق له على تصاعد الاحتجاجات ضد ترامب، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة فوكس نيوز: “أنا لست ملكًا.”
لكن رسالته لم توقف المد الشعبي المتزايد، إذ يرى كثيرون أن المظاهرات تعبّر عن رفض حقيقي لمحاولاته إحكام السيطرة على مؤسسات الدولة خلال ولايته الثانية.
تعرف المزيد: العلاقات الصومالية الأذربيجانية.. اتفاق جديد يعيد رسم الملامح
رسالة المحتجين: لا عودة للاستبداد

تؤكد حركة “لا ملوك” أن رسالتها تتجاوز شخص الرئيس، إذ تعبّر عن مخاوف من تآكل النظام الديمقراطي الأمريكي. وقالت كيمبرلي ديميرت، مديرة الاتصالات في جورجيا: “ديمقراطية أمتنا على المحك. نحن هنا لنقول إننا أمة لا تُحكم بملك.”
وفي ختام اليوم، بدا واضحًا أن الاحتجاجات ضد ترامب ليست مجرد حدث عابر، بل لحظة فاصلة في الوعي الأمريكي، بين من يخشى انزلاق البلاد نحو الحكم الفردي، ومن يرى أن الوقت قد حان لاستعادة روح الديمقراطية.