كشف الصومال عن استراتيجية وطنية لمكافحة العبوات الناسفة في الصومال، تهدف إلى التصدي للسلاح الأكثر فتكًا الذي تستخدمه حركة الشباب الإرهابية. تأتي هذه الخطوة بعد تقييم شامل أجرته السلطات منذ عام 2023 لقدرات البلاد في إبطال العبوات المرتجلة، وتضع البلاد على طريق تحول جذري من الأساليب التفاعلية إلى نهج استباقي يعتمد على المعلومات الاستخباراتية.
1. إطار العمل الجديد: نهج موحد ووطني

قال أويس حاجي يوسف أحمد، مستشار الأمن القومي الصومالي: “هذه نقطة تحول تاريخية لبلدنا. لم يسبق أن كان لدينا إطار عمل موحد لمواجهة خطر العبوات الناسفة في الصومال”. وتشمل الاستراتيجية إضافة المزيد من وحدات إبطال الذخائر المتفجرة، وتعزيز التعاون بين الوكالات الحكومية المختلفة لضمان استجابة سريعة وفعّالة.
2. تعزيز القوانين ومراقبة المواد الكيميائية

تضع الاستراتيجية نظامًا إلكترونيًا لتتبع المواد الأولية المستخدمة في صناعة العبوات الناسفة، وتسهيل تطبيق القوانين الجديدة للحد من الوصول إلى المواد الكيميائية الحساسة. كما تهدف إلى تعطيل شبكات التمويل الإرهابي وتحسين أمن الحدود.
3. مركز وطني لمكافحة العبوات الناسفة
تخطط الحكومة لإنشاء مركز وطني متخصص لمكافحة العبوات الناسفة في الصومال، يعمل على جمع المعلومات وتحليلها وتنسيق العمليات بين الجيش والشرطة والمجتمع المدني، لضمان استجابة موحدة وسريعة للتهديدات.
4. تدريب القوات الوطنية بالتعاون مع الأمم المتحدة

قاد برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) جهود تدريب وتجهيز فرق الجيش الوطني الصومالي، حيث تم تجهيز 61 فريقًا و21 فريقًا من الشرطة لتفكيك وإبطال العبوات الناسفة. وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال جيمس سوان: “الاستراتيجية الوطنية هي نتاج القيادة الصومالية ووضعت بتصميم وتبصر”.
5. العبوات الناسفة وتأثيرها على المدنيين
تظل العبوات الناسفة في الصومال تهدد حياة المدنيين، ففي عام 2024 وحده أسفرت أكثر من 600 انفجار عن مقتل وإصابة أكثر من 1400 شخص، بينهم 61٪ من المدنيين، وفق منظمة “العمل ضد العنف المسلح”.
6. التحديات الإقليمية

تتفاقم صعوبة مكافحة العبوات الناسفة في الصومال بسبب التعاون بين حركة الشباب والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يزودون الجماعات الإرهابية بالمواد المتفجرة والطائرات المسيرة والأسلحة الصغيرة.
7. مشاركة المجتمع في الاستراتيجية
أكد وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم فقي أن مكافحة العبوات الناسفة في الصومال ليست مهمة عسكرية فقط، بل هي مسؤولية مشتركة تشمل المجتمع بأكمله، بهدف حماية أرواح المواطنين وتأمين مستقبلهم.
تعرف المزيد: التكيف مع الفيضانات في الصومال.. 5 دروس ملهمة مع هذه القرية
تضع العبوات الناسفة في الصومال البلاد أمام تحدٍ كبير، لكن الاستراتيجية الوطنية الجديدة تمثل خطوة نوعية نحو نهج استباقي، يدمج القوات المسلحة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين، لتعزيز الأمن والسلام في الصومال بشكل مستدام.