شاركت الصومال بفعالية اليوم الثلاثاء، 14 أكتوبر، في قمة حركة عدم الانحياز التي استضافتها العاصمة الأوغندية كمبالا، لتؤكد من جديد حضورها الدبلوماسي المتنامي على الساحة العالمية، ضمن أكبر تجمع للدول غير المنتمية لأي تكتل قوى رئيسي.
تمثيل صومالي يعكس انفتاحًا دبلوماسيًا متزايدًا

ترأس الوفد الصومالي الأمين الدائم لوزارة الخارجية حمزة عدن هادو، وإلى جانبه السفيرة فردوسا محمد قنياري، مبعوث الصومال لدى أوغندا.
يعكس وجود شخصيتين بهذا المستوى في قمة حركة عدم الانحياز، رغبة حقيقية في إعادة تموضع الصومال كلاعب فاعل ضمن دول الجنوب، لا مجرد مراقب من بعيد.
القضية الفلسطينية محور القمة
هيمنت القضية الفلسطينية على معظم النقاشات في قمة حركة عدم الانحياز، حيث عبّرت الوفود المشاركة عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة، مع تأكيد أن فلسطين تظل قضية الحركة المركزية منذ تأسيسها.
وشدد المشاركون على أن استمرار معاناة الفلسطينيين يتطلب موقفًا موحدًا وصوتًا قويًا من دول الجنوب في مواجهة السياسات العدوانية.
حركة عدم الانحياز.. إرث قديم بروح جديدة

تعود جذور حركة عدم الانحياز إلى حقبة الحرب الباردة، حين اجتمعت دول اختارت الحياد عن المعسكرين الشرقي والغربي. لكن قمة حركة عدم الانحياز في كمبالا أظهرت أن الفكرة لم تفقد بريقها، بل استعادت معناها في عالم يتغير بسرعة وتشتد فيه المنافسة بين القوى الكبرى.
الصومال تبحث عن موطئ قدم في النظام العالمي الجديد

بالنسبة لمقديشو، فإن المشاركة في قمة حركة عدم الانحياز ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل خطوة عملية نحو تعزيز دورها الدولي.
تحاول الصومال أن تثبت أنها دولة قادرة على الحوار والدفاع عن مصالحها ضمن منظومة دولية متوازنة، بعيدًا عن الاصطفافات السياسية.
ويرى مراقبون أن هذه المشاركة تحمل دلالة رمزية على سعي الحكومة لتوسيع شراكاتها خارج الإطار الإقليمي الضيق.
تحديات مشتركة وفرص تعاون جديدة
تناولت القمة ملفات التنمية والاقتصاد والسلام، وناقشت سبل مواجهة التغير المناخي وعدم المساواة.
وفي هذا السياق، برز صوت الصومال داعمًا لنهج التعاون بين دول الجنوب، معتبرة أن قمة حركة عدم الانحياز تمثل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وإطلاق مبادرات تنموية مشتركة.
تعرف المزيد: الصومال في شرق أفريقيا تحصل على مقعدها الأول في الجمعية التشريعية الإقليمية
مشاركة تحمل أكثر من رسالة
يرى محللون أن الحضور الصومالي النشط في قمة حركة عدم الانحياز يشير إلى توجه دبلوماسي أكثر انفتاحًا، يقوم على المشاركة لا الحياد.
وفي عالم يعاد تشكيل توازناته، تبدو مقديشو عازمة على تأكيد استقلال قرارها السياسي وإيصال صوتها في المحافل الدولية.