يُذكرنا اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يُصادف 10 أكتوبر 2025، بأن “لا صحة بدون صحة نفسية”. تحت شعار هذا العام “الصحة النفسية في حالات الطوارئ الإنسانية”، تدعو منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للصحة النفسية إلى تحرك عالمي عاجل لضمان حصول كل من يواجه الأزمات والكوارث على الدعم النفسي والاجتماعي الذي يستحقه.
أزمات متلاحقة وضغوط نفسية عميقة

تُظهر التقارير أن الأزمات الإنسانية من النزاعات المسلحة إلى الكوارث الطبيعية والأوبئة تترك آثارًا نفسية مدمّرة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن واحدًا من كل خمسة أشخاص في المناطق المتأثرة بالنزاعات يُعاني من اضطراب نفسي.
وفي اليوم العالمي للصحة النفسية، تسعى الحملة إلى لفت الانتباه إلى هذه الفئة الهشة التي تحتاج إلى رعاية نفسية عاجلة، معتبرة أن الدعم النفسي ليس رفاهية، بل إنقاذ للحياة.
دعم نفسي يُنقذ الأرواح

تُعدّ الصحة النفسية عاملًا أساسيًا في التعافي بعد الأزمات، إذ تمنح الأفراد القدرة على التأقلم وإعادة البناء من جديد. ويؤكد الخبراء أن تضمين الدعم النفسي والاجتماعي ضمن المساعدات الإنسانية لا يقل أهمية عن توفير الغذاء والماء والدواء.
وفي هذا السياق، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن تعزيز الصحة النفسية في حالات الطوارئ يُسهم في حماية الأرواح وتقوية المجتمعات على المدى الطويل.
المهاجرون واللاجئون الأكثر هشاشة
تُسلّط حملة اليوم العالمي للصحة النفسية الضوء هذا العام على معاناة المهاجرين واللاجئين الذين يعيشون تحت وطأة ضغوط متواصلة.
فبحسب بيانات الأمم المتحدة، تجاوز عدد النازحين قسرًا حول العالم 123 مليون شخص بنهاية عام 2024، يعيش معظمهم في بلدان منخفضة الدخل تعاني أنظمتها الصحية من ضعف شديد، ما يجعل الوصول إلى خدمات الصحة النفسية تحديًا كبيرًا.
الاستثمار في الصحة النفسية استثمار في التعافي

تؤكد الحملة أن الاستثمار في برامج الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي لا يقتصر على تخفيف المعاناة، بل يسهم في إعادة بناء المجتمعات وتعزيز المرونة الاقتصادية والاجتماعية.
وتشير الدراسات إلى أن كل دولار يُستثمر في العلاج النفسي يعود بأربعة أضعاف في تحسين الإنتاجية والتعافي المجتمعي.
دمج الصحة النفسية في خطط الاستجابة للطوارئ
تدعو منظمة الصحة العالمية إلى دمج برامج الصحة النفسية في جميع مراحل الاستجابة الإنسانية، سواء قبل الكارثة أو أثناءها أو بعدها.
ويشمل ذلك تدريب العاملين في المجال الإنساني على الإسعافات النفسية الأولية، وضمان استمرار تقديم الرعاية للمرضى النفسيين خلال الأزمات، دون انقطاع.
حماية العاملين في المجال الإنساني

غالبًا ما يتعرض العاملون في المجال الإنساني لضغوط نفسية شديدة بسبب طبيعة مهامهم، ما يجعلهم عرضة للإجهاد أو الصدمة الثانوية.
وفي اليوم العالمي للصحة النفسية، تؤكد المنظمات الدولية ضرورة توفير برامج دعم نفسي خاصة للعاملين في الخطوط الأمامية، بما في ذلك الإشراف المهني والاستشارات وبرامج الراحة الدورية.
نحو عالم يحترم الصحة النفسية للجميع
يدعو اليوم العالمي للصحة النفسية إلى بناء عالم تُقدَّر فيه الصحة النفسية كجزء أساسي من الرفاه الإنساني، لا سيما في أوقات الشدائد.
ومن خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات والمجتمعات المحلية، يمكن تحقيق تقدم حقيقي في جعل خدمات الصحة النفسية متاحة وعادلة للجميع.
تعرف المزيد: لازلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل في الأدب 2025: 9 معلومات عن الكاتب الرؤيوي
ندوة عبر الإنترنت بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية 2025
بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، تُعقد ندوة عالمية عبر الإنترنت تحت عنوان “الوصول إلى الصحة النفسية في حالات الطوارئ الإنسانية” يوم 10 أكتوبر من الساعة 14:00 إلى 15:00 بتوقيت وسط أوروبا، بمشاركة منظمة الصحة العالمية، الاتحاد العالمي للصحة النفسية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وعدد من المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
الرسالة الأهم
في اليوم العالمي للصحة النفسية، يتجدد النداء: “رعاية العقل ليست رفاهية، بل ضرورة للبقاء.”
فلنمنح الصحة النفسية ما تستحقه من اهتمام واستثمار، لأنّ المجتمعات لا تتعافى بالكامل إلا عندما يُشفى الإنسان من الداخل أيضًا.