في تحول ثقافي وتعليمي لافت، أعلن الرئيس حسن شيخ محمود عن بدء العمل على إدخال اللغة السواحيلية في الصومال ضمن المناهج الدراسية للمدارس والجامعات.
القرار يأتي كجزء من استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز روابط الصومال مع دول شرق أفريقيا، خاصة بعد انضمامها الرسمي إلى الجماعة الإقليمية العام الماضي.
الجامعات في صدارة المبادرة

خلال كلمته في مؤتمر التعاون المجتمعي لشرق أفريقيا، دعا الرئيس المؤسسات الأكاديمية إلى أن تكون في طليعة هذا التحول، معتبرًا أن الجامعة الوطنية الصومالية يجب أن تقود جهود تدريس السواحيلية وتوسيع استخدامها في التعليم والإعلام والبحث العلمي.
وأكد أن اللغة السواحيلية في الصومال ليست مجرد إضافة لغوية، بل وسيلة لتعميق الروابط الثقافية مع الجوار الشرقي.
من الإنجليزية إلى السواحيلية: تحوّل في أولويات التعليم
وزير التعليم فرح شيخ عبد القادر أوضح أن الحكومة بدأت التعاون مع مؤسسات التعليم في شرق أفريقيا لوضع خطة متكاملة لإدخال اللغة السواحيلية في المراحل التعليمية المختلفة.
وأشار إلى أن الهدف هو تحويلها إلى لغة تعليم وتواصل يومية داخل الحرم الجامعي، قائلاً إن اللغة السواحيلية في الصومال قد تصبح مستقبلًا بديلاً تدريجيًا عن الإنجليزية في المؤتمرات والفعاليات الإقليمية.
مجلس التعليم العالي يقود التنفيذ

يقوم مجلس التعليم العالي الوطني الجديد بتنسيق هذه الجهود مع رابطة الجامعات في شرق أفريقيا، لوضع إطار مشترك لتدريس اللغة السواحيلية في الصومال بشكل منظم وفعّال.
ويأتي هذا التحرك في إطار سعي المجلس إلى تحديث المناهج وربطها بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.
جسر ثقافي واقتصادي نحو الجوار
ينظر كثير من الخبراء إلى إدخال اللغة السواحيلية في الصومال باعتباره خطوة تتجاوز الجانب التعليمي، لتصبح أداة لتعزيز التجارة والتكامل الاقتصادي مع دول شرق أفريقيا.
فاللغة المشتركة تسهّل التواصل التجاري، وتفتح الباب أمام تعاون أوسع في مجالات النقل، والتعليم العالي، والاستثمار الإقليمي.
السواحيلية وهوية جديدة للصومال المنفتح

انضمام الصومال إلى جماعة شرق أفريقيا أتاح له فرصة إعادة تعريف موقعه في القارة.
ويُتوقع أن تساهم اللغة السواحيلية في الصومال في بناء هوية مزدوجة تجمع بين الانتماء العربي والإفريقي، وتمنح الأجيال القادمة مساحة أوسع للتفاعل الثقافي والتعليمي مع دول الجوار.
تعرف المزيد: بيت الثقافة الصومالية في لندن: حين تحولت الحقائب القديمة إلى متحف حي للهوية
التعليم بوابة التكامل
يرى المراقبون أن نجاح مشروع اللغة السواحيلية في الصومال يعتمد على إعداد كوادر مؤهلة من المعلمين، وتوفير موارد تعليمية تراعي خصوصية اللغة الصومالية، إلى جانب إرادة سياسية قوية تضمن استدامة المشروع.
ومع ذلك، تبدو الخطوة الحالية بداية حقيقية لمرحلة جديدة تجعل التعليم في الصومال جزءًا من مشروع إقليمي أوسع للتكامل الثقافي والاقتصادي.