انطلقت في العاصمة الصومالية مقديشو فعاليات مؤتمر شرق أفريقيا 2025 بمشاركة رؤساء الدول الأعضاء في مجموعة شرق أفريقيا، في حدث يُعدّ من أبرز المؤتمرات الإقليمية التي تشهدها البلاد منذ انضمامها رسميًا إلى التكتل الاقتصادي العام الماضي.
ويهدف مؤتمر شرق أفريقيا 2025 إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، ودفع عجلة الاستثمار الإقليمي، وترسيخ الشراكات الصناعية بين الدول الأعضاء، في وقت تتطلع فيه المنطقة إلى مرحلة جديدة من النمو والاستقرار.
مؤتمر شرق أفريقيا 2025 يقوي الدور الاقتصادي للصومال

افتتح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مؤتمر شرق أفريقيا مؤكدًا أن التعاون الاقتصادي هو الطريق الأضمن لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وقال إن الصومال مستعدة للعب دور ريادي في بناء شرق أفريقيا موحدة ومعتمدة على الذات، مشيرًا إلى أن مؤتمر شرق أفريقيا 2025 يشكل منصة مثالية لإطلاق مبادرات مشتركة في مجالات الصناعة والتجارة والبنية التحتية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات اقتصادية متسارعة تتطلب تنسيقًا أكبر في السياسات المالية والتجارية والصناعية.
محور اقتصادي وتحليل استراتيجي للتكامل الإقليمي
تحت شعار “تعزيز التعاون الصناعي من أجل التحول الاجتماعي والاقتصادي في جماعة شرق أفريقيا”، يركّز مؤتمر شرق أفريقيا 2025 على توسيع التكامل التجاري وتسريع النمو الصناعي المشترك.
ووفقًا لوزارة التجارة والصناعة الصومالية، يهدف برنامج المؤتمر إلى دعم خطط التنمية الموحدة وتعزيز الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية العابرة للحدود، مما يعزز قدرة المنطقة على المنافسة في الأسواق العالمية.
ويرى المحللون أن انعقاد مؤتمر شرق أفريقيا في مقديشو يعكس ثقة متزايدة في الاقتصاد الصومالي، وقدرته على أن يكون حلقة وصل اقتصادية بين القرن الأفريقي وبقية دول الشرق الأفريقي.
أبعاد دبلوماسية وسياسية عميقة

بعيدًا عن الأرقام والمؤشرات الاقتصادية، يحمل مؤتمر شرق أفريقيا بعدًا دبلوماسيًا مهمًا، إذ يجمع رؤساء الدول وقادة الحكومات وقادة الأعمال في حوار استراتيجي حول مستقبل المنطقة.
ويُعدّ هذا الحدث تتويجًا لعودة الصومال إلى قلب المشهد الإقليمي بعد سنوات من العزلة. فوجود القمة في مقديشو ليس مجرد اختيار رمزي، بل رسالة سياسية تعكس إعادة تموضع الصومال كلاعب أساسي في شرق أفريقيا.
ويؤكد مراقبون أن مؤتمر شرق أفريقيا 2025 قد يفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي، بما يعزز وحدة الموقف الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة.
فرص الاستثمار والانفتاح التجاري

يقدّم مؤتمر شرق أفريقيا 2025 منصة حيوية لرواد الأعمال الصوماليين والأجانب على حد سواء. وقال وزير التجارة جبريل عبد الرشيد إن المؤتمر يمنح القطاع الخاص الصومالي فرصة غير مسبوقة لتوسيع أسواقه وجذب المستثمرين من دول شرق أفريقيا.
ويرى اقتصاديون أن أحد أهم مكاسب مؤتمر شرق أفريقيا 2025 هو تسليط الضوء على الإمكانات الاستثمارية في الصومال، لا سيما في قطاعات الموانئ والطاقة والزراعة والخدمات اللوجستية، وهي قطاعات يمكن أن تجعل من مقديشو مركزًا اقتصاديًا إقليميًا في المستقبل القريب.
التكامل الاقتصادي كطريق نحو الاستقرار الإقليمي
تعمل دول شرق أفريقيا حاليًا على توحيد سياسات التجارة وتسهيل حركة السلع والأفراد عبر الحدود، وهي خطوات يتوقع أن يعززها مؤتمر شرق أفريقيا.
ويعتقد الخبراء أن نجاح هذا المؤتمر سيشكل نقطة تحول في مسار التكامل الاقتصادي، وسيسهم في رفع مستوى التعاون الصناعي والتجاري بين الدول الأعضاء.
وفي ظل الرهانات الكبرى على التنمية المستدامة، فإن مؤتمر شرق أفريقيا يبرز كأداة لتقوية البنية الإقليمية في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية.
تعرف المزيد: سعر البتكوين اليوم يتراجع والذهب يلمع مجددًا… ماذا يحدث في الأسواق العالمية؟
مؤتمر شرق أفريقيا 2025.. لحظة فارقة في تاريخ مقديشو
اختتام فعاليات مؤتمر شرق أفريقيا 2025 في مقديشو لن يكون مجرد نهاية لقمة اقتصادية، بل بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية المتوازنة.
ويأمل المشاركون أن تخرج القمة باتفاقيات ملموسة تشمل مشروعات استثمارية مشتركة، وتعزيز تنسيق السياسات التجارية والصناعية بين الدول.
وبينما تسعى الصومال إلى تثبيت مكانتها داخل مجموعة شرق أفريقيا، يبقى مؤتمر شرق أفريقيا 2025 شاهدًا على عودتها القوية إلى الساحة الاقتصادية والدبلوماسية في المنطقة.