في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر، تدور واحدة من أكثر الجولات حساسية في مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة، بين وفود إسرائيلية وحماسية ومصرية وأمريكية، وسط أجواء حذرة وتوترات ميدانية متصاعدة.
لكن رغم الزخم الدبلوماسي، تبقى الأسئلة الكبرى معلّقة: هل هذه الجولة خطوة نحو تسوية حقيقية، أم مجرد هدنة جديدة بانتظار الانفجار التالي؟
1. صراع الإرادات في مفاوضات شرم الشيخ: من يملك قرار التهدئة؟

الزاوية السياسية تبدو الأكثر وضوحًا في مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة، حيث تحاول حماس انتزاع ضمانات حقيقية تمنع إسرائيل من خرق أي اتفاق جديد.
مصادر فلسطينية أكدت أن الحركة طرحت تساؤلات حول مدى التزام تل أبيب بوقف دائم لإطلاق النار، مشيرة إلى أن التجارب السابقة تجعلها أكثر حذرًا.
في المقابل، تصر إسرائيل على ربط أي انسحاب ميداني بـ«الخط الأصفر»، وهو الحد الذي تعتبره بداية لإعادة انتشارها داخل القطاع وليس انسحابًا كاملًا.
وبينما تتمسك حماس بوقف شامل ورفع الحصار، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تركز على كسب الوقت وتثبيت وقائع أمنية على الأرض.
2. الخط الأصفر.. هل تخطط إسرائيل لمنطقة عازلة جديدة في غزة؟

البعد الأمني في مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة لا يقل تعقيدًا عن السياسي.
فالحديث عن «الخط الأصفر» ليس مجرد توصيف جغرافي، بل يعيد للأذهان فكرة المنطقة العازلة التي وردت في خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
مصادر أمنية إسرائيلية قالت إن الانسحاب سيتوقف عند هذا الخط مؤقتًا، إلى أن تلتزم حماس بشروط محددة تتعلق بنزع السلاح وضبط الحدود.
لكن بالنسبة للفصائل الفلسطينية، يُنظر إلى هذا الخط كمحاولة لإعادة رسم حدود غزة، وتقليص سيادتها الفعلية، في وقت لا تزال فيه تداعيات الحرب الأخيرة تخنق الحياة المدنية وتدمر البنية التحتية.
3. دور القاهرة وواشنطن في هندسة التهدئة: وساطة أم إعادة صياغة للنفوذ؟

لا يمكن فهم مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة دون التوقف عند الدورين المصري والأمريكي.
فمصر تستضيف اللقاءات وتتحرك بخبرة تمتد لعقود في الملف الفلسطيني، ساعية إلى تثبيت تهدئة تمنع الانفجار على حدودها.
أما الولايات المتحدة، فقد دفعت بوفد رفيع يضم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في إشارة إلى رغبتها في لعب دور الضامن والمُحدد لإيقاع المفاوضات.
وبينما تراهن واشنطن على إعادة حماس إلى طاولة التفاهمات الأمنية، ترى القاهرة أن أي اتفاق لا يحظى بغطاء عربي أوسع سيبقى هشًا وقابلًا للانهيار عند أول اختبار.
4. ملف الرهائن في مفاوضات شرم الشيخ: عقبة إنسانية أم ورقة سياسية؟

الملف الإنساني هو قلب مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة.
المفاوضات الجارية تركز أولًا على إطلاق سراح الرهائن، لكن التقدم فيها بطيء بسبب تعقيدات ميدانية وإنسانية.
مصادر فلسطينية تحدثت عن صعوبة تحديد مواقع بعض الرهائن القتلى تحت الأنقاض، ما يجعل الوفاء بمهلة الـ72 ساعة التي حددها ترامب شبه مستحيل.
في المقابل، تستخدم إسرائيل هذا الملف كورقة ضغط لإطالة أمد المفاوضات، بينما تسعى حماس لإدراج ملف الأسرى الفلسطينيين في الصفقة نفسها، وهو ما تعتبره أولوية وطنية لا يمكن تجاوزها.
5. ما بعد مفاوضات شرم الشيخ: هل يقترب السلام أم نعود إلى نقطة الصفر؟
حتى الآن، لا أحد يملك إجابة حاسمة حول مصير مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة.
فبينما تؤكد الوفود المشاركة أنها حققت “تقدمًا محدودًا”، لا تزال الخلافات الجوهرية قائمة حول الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وجدول تنفيذ الاتفاق، ونزع سلاح حماس.
السيناريوهات المطروحة تتراوح بين هدنة إنسانية مؤقتة واتفاق شامل برعاية مصرية أمريكية، لكن احتمالات الانهيار تبقى واردة في أي لحظة.
وبين التفاؤل الحذر والتشكيك الواقعي، تبدو شرم الشيخ مرة أخرى على موعد مع اختبار جديد لدورها كعاصمة للسلام في الشرق الأوسط.
تعرف المزيد: ترامب يكشف خريطة الانسحاب الإسرائيلي من غزة
أسئلة أكثر من إجابات
في نهاية الجولة، يتضح أن مفاوضات شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات.
فمن جهة، هناك رغبة دولية قوية في إنهاء القتال، ومن جهة أخرى، يخشى الجميع أن تتحول التفاهمات المؤقتة إلى مجرد هدنة هشة جديدة في سلسلة طويلة من الصراعات.
وبينما يراقب العالم ما يجري خلف الأبواب المغلقة، يبقى الأمل بأن تتحول هذه الجولة من مفاوضات شرم الشيخ إلى نقطة تحول حقيقية، لا مجرد محطة عابرة في حربٍ بلا نهاية.