شهدت العاصمة الصومالية فجر السبت هجوم على سجن في مقديشو تخللته انفجارات وإطلاق نار كثيف بالقرب من القصر الرئاسي، في عملية نفذها مسلحون يُعتقد أنهم من حركة الشباب. وقع الهجوم بعد ساعات قليلة فقط من إعلان الحكومة الفيدرالية رفع عدد من الحواجز الأمنية التي ظلت قائمة في شوارع العاصمة لسنوات طويلة.
مخاوف بين السكان بعد عودة أصوات الانفجارات

قال سكان من حي بوندهير وسط العاصمة إنهم استيقظوا على دوي انفجارات متتالية واشتباكات مسلحة بالقرب من السجن المركزي، وهو أحد أكبر المنشآت الأمنية في البلاد. وأوضح أحد السكان، هيبو محمد، لوكالة الأنباء أنه “بعد شهور من الهدوء النسبي، أعاد هذا الهجوم على سجن في مقديشو أجواء القلق والخوف إلى الشوارع”.
حركة الشباب تعلن مسؤوليتها عن الهجوم

وفي بيان نُشر عبر قنواتها الإعلامية، أعلنت حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم على سجن في مقديشو، مؤكدة أنها نجحت في إطلاق سراح عدد من السجناء. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الصومالية حتى مساء السبت، فيما التزمت الجهات الأمنية الصمت بشأن عدد الضحايا أو حجم الخسائر.
تفاصيل العملية الأمنية وردّ القوات الحكومية

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن المسلحين استخدموا مركبة تشبه عربات قوات الأمن التابعة لوحدة الاستخبارات، في محاولة لاختراق البوابة الرئيسية. وأشارت التقارير إلى أن القوات الحكومية تصدت للمهاجمين وقتلت عددًا منهم خلال الهجوم على سجن، فيما أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى موقع الحادث وسط انتشار مكثف لقوات الأمن.
سجن جودكا جيلاكو هدف متكرر لهجمات حركة الشباب
يُعد سجن جودكا جيلاكو أحد أهم المراكز الأمنية في العاصمة، وقد سبق أن تعرّض لهجوم مشابه عام 2014 عندما فجر مسلحون سيارة مفخخة عند بوابته الرئيسية قبل محاولة اقتحامه. وتشير الحوادث المتكررة إلى أن الهجوم على سجن في مقديشو يمثل امتدادًا لمحاولات الحركة المتشددة زعزعة الاستقرار في المؤسسات الأمنية.
رفع الحواجز الأمنية قبل الهجوم يثير التساؤلات

جاء الهجوم على سجن في مقديشو بعد ساعات فقط من رفع الحكومة الفيدرالية عددًا من الحواجز التي كانت تفصل بين المناطق الحيوية في المدينة. وبرغم أن القرار لاقى ترحيبًا من السكان الذين رأوا فيه خطوة لتحسين الحركة التجارية والمرورية، إلا أن الهجوم أعاد النقاش حول مدى جاهزية الأجهزة الأمنية لحماية العاصمة دون تلك الحواجز.
عودة الاضطرابات بعد فترة من الهدوء
شهدت مقديشو خلال الأشهر الماضية استقرارًا نسبيًا بفضل عمليات مشتركة بين الجيش الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي، تمكّنت من طرد مقاتلي الشباب من مناطق واسعة في وسط وجنوب البلاد. لكن الهجوم على سجن في مقديشو يشير إلى أن التهديد الأمني لا يزال قائمًا، وأن التنظيم المتشدد يسعى لإثبات حضوره رغم خسائره الميدانية.
تعرف المزيد: تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال: تقييم جديد يكشف تحولات النزوح في الأسبوع 30
استنفار أمني وإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع الهجوم
وعقب الهجوم على سجن في مقديشو، سارعت القوات الأمنية إلى تطويق المنطقة وإغلاق الطرق المؤدية إليها، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين. ولم تُعلن السلطات حتى الآن عن حصيلة رسمية للضحايا، في حين تتواصل عمليات التمشيط بحثًا عن المهاجمين الفارين.