في مشهد وطني مؤثر، حصلت أول قبطانة صومالية ياسمين عبدي فرح على جائزة “أفضل طيار صومالي لعام 2025” للعام الثاني على التوالي، خلال معرض السفر والسياحة في مقديشو. هذا التكريم لم يكن مجرد اعتراف بقدراتها الفردية المتميزة، بل انعكاسًا لرحلة إصرار أعادت رسم صورة المرأة في قطاع الطيران الصومالي.
رسالة مليئة بالأمل

في كلمتها أمام الحضور، أكدت الكابتن ياسمين أن الفوز لا يخصها وحدها فقط، بل يمثل كل امرأة صومالية. وقالت: “في كل مرة أجلس في مقعد القبطان، لا أحمل ركابًا فقط، بل أحمل أحلام الفتيات الصغيرات اللواتي يؤمن بأن السماء ليست بعيدة المنال”. هذه الكلمات جسدت جوهر قصة أول قبطانة صومالية، التي تحولت إلى رمز للأمل والإلهام لأجيال الصومال جميعًا.
من واجير إلى مقديشو: بداية الحلم
وُلدت ياسمين في مقاطعة واجير بكينيا، لكنها كتبت اسمها في تاريخ الصومال حين قادت أول رحلة لها في مارس 2022 من مقديشو إلى كيسمايو. كان ذلك اليوم بداية فجر صفحة جديدة، لتصبح أول قبطانة صومالية منذ أكثر من ثلاثة عقود. وبعد لحظات الهبوط وصفت الحدث بالتاريخي، مؤكدة أن مقعد القيادة لم يعد حكرًا على الرجال.
بناء إرث جديد

منذ تلك اللحظة، واصلت ياسمين التحليق عاليًا، لتقود رحلات بين الصومال وكينيا عبر خطوط مانديك الجوية. وجودها في قمرة القيادة أصبح رمزًا قويًا للتغيير، وفتح الباب أمام نساء أخريات للتفكير في مجال الطيران. إنجازاتها المتتالية جعلت من أول قبطانة صومالية علامة فارقة في تاريخ الطيران المحلي والإقليمي.
احتفال رسمي وشعبي
شركة مانديك للطيران عبرت عن فخرها الكبير بمنح لقب أفضل طيار لعام 2025 إلى ياسمين، مؤكدة أنها “مصدر إلهام حقيقي ومثال ساطع على التميز”. ولم يتوقف الصدى عند حدود الطيران، بل امتد إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تحولت قصة أول قبطانة صومالية إلى حديث وطني يعكس فخرًا جماعيًا.
مواجهة التحديات

لم يكن الطريق سهلًا. قطاع الطيران الصومالي واجه عقودًا من التراجع بسبب الحرب الأهلية، وقلة التدريب والفرص، خاصة للنساء. ومع ذلك، أثبتت ياسمين أن الطموح يمكن أن يتغلب على كل العوائق. قصة أول قبطانة صومالية تلخص معنى الصمود والقدرة على كسر الحواجز.
رمز للجيل القادم
يرى المراقبون أن إنجازات ياسمين تتجاوز الجوائز والأرقام، إذ رسخت مكانة المرأة في قطاع لا يزال يندر فيه وجودها. لقد أعادت تعريف الممكن، وأثبتت أن مقعد القيادة ليس حلمًا بعيدًا. وهكذا أصبحت أول قبطانة صومالية قدوة للأجيال الجديدة التي تتطلع لآفاق أوسع.
تعرف المزيد: الاستراتيجية الوطنية الصومالية للأشخاص ذوي الإعاقة 2025-2028 تُعتمد رسميًا
صورة جديدة للصومال
ما حققته ياسمين لا يسلط الضوء فقط على إنجازها الفردي، بل يعكس صورة جديدة للصومال كدولة تسعى للنهوض، حيث تُفتح الأبواب أمام المرأة لتكون في مواقع قيادية. وباتت قصة أول قبطانة صومالية عنوانًا للأمل ورسالة بأن التغيير ممكن.