في ظل الأزمات المتكررة التي يعيشها الصومال، برزت أداة تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال كوسيلة محورية لفهم حركة النزوح المفاجئ والاستجابة لها. هذه الأداة، التي بدأت جولات الرصد في فبراير 2025 مع تصاعد موجة الجفاف في جيلال، تهدف إلى مساعدة الشركاء الإنسانيين في تحديد الأولويات وتقديم المساعدة السريعة للنازحين.
ما هي أداة تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال؟

تُعد أداة تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال (ETT) أداة قائمة على الأزمات، تركز على النزوح المفاجئ الناتج عن صدمات مثل الجفاف أو النزاعات أو الإخلاء القسري. تغطي الأداة المراكز الحضرية الرئيسية والقرى المحيطة بها، حيث يتوقع المجتمع الإنساني أن يتجه الناس نحو المدن طلبًا للخدمات.
كيف تُجمع البيانات ولماذا تُعتبر دقيقة؟
تُجمع بيانات تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال أسبوعيًا من السبت إلى الأربعاء، من خلال مقابلات مع المخبرين الرئيسيين (KIIs) على مستوى المواقع. تشمل البيانات الوافدين الجدد، التركيبة الديموغرافية، أسباب النزوح، النوايا المستقبلية، والاحتياجات الأساسية.
التحديات الميدانية أمام فرق الرصد
واجهت فرق تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال تحديات تمثلت في نقص التمويل، ما أدى إلى تقليص التقييم من 25 منطقة إلى 5 فقط منذ الأسبوع 26. إضافة إلى ذلك، تعرقل بعض التقييمات بسبب النزاع وانعدام الأمن، كما حدث في بيليت زاواو وجامامي.
تأثير الجفاف والنزاعات على النزوح

تشير بيانات تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال إلى أن الجفاف المستمر في موسم جيلال دفع آلاف الأسر إلى مغادرة قراها نحو المدن مثل بيدوا ودولو وكهدا. وفي الوقت نفسه، ساهمت النزاعات المسلحة في تفاقم النزوح، حيث أجبرت العنف كثيرًا من العائلات على البحث عن مأوى آمن.
التكامل بين ETT ومتتبع الوافدين الجدد (NAT)

من أبرز مميزات تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال أنه ينسق مع أداة متتبع الوافدين الجدد (NAT) التابعة لمجموعة إدارة وتنسيق المخيمات (CCCM). هذا التكامل يتيح مقارنة دقيقة بين الوافدين الجدد واحتياجاتهم، ما يسهل عملية التحليل المشترك وصياغة استجابة إنسانية منسقة.
أولويات الاستجابة الإنسانية وفق نتائج الأسبوع 30
أبرزت نتائج تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال للأسبوع 30 (20 – 24 سبتمبر 2025) أن أبرز الاحتياجات العاجلة تشمل الغذاء، المياه، المأوى، والخدمات الصحية. كما أظهرت البيانات أن غالبية الوافدين يخططون للبقاء في المناطق الحضرية لفترات طويلة، ما يزيد الضغط على الخدمات.
ماذا بعد؟ التوصيات المستقبلية
أكدت فرق تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال أن استمرار التمويل وتوسيع نطاق التقييم أمران حاسمان لتغطية المزيد من المناطق. كما أوصت بزيادة التنسيق بين المنظمات الإنسانية والحكومة الصومالية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، خاصة في ظل استمرار الجفاف وعدم الاستقرار.
تعرف المزيد: دعم المملكة المتحدة للصومال: تمويل جديد يعزز الأمن والاستقرار في 2025
أثبتت تجربة تتبع اتجاهات الطوارئ في الصومال أنها أداة لا غنى عنها في إدارة الاستجابات الإنسانية. ومع محدودية الموارد، تبقى الأولوية لضمان استدامة هذا النظام الحيوي وتوسيع نطاقه ليشمل جميع المناطق المتأثرة بالنزوح.