عاد ملف اليمن في الأمم المتحدة إلى الواجهة مع مشاركة الرئيس رشاد العليمي، يوم الإثنين، 29 سبتمبر 2025 في الدورة الـ80 للجمعية العامة، حيث حملت كلماته ورسائله السياسية أكثر من بعد داخلي وإقليمي. بالنسبة للصومال والمنطقة، فإن تحركات العليمي لم تكن مجرد نشاط دبلوماسي اعتيادي، بل مؤشر على موقع اليمن في خريطة التوازنات الجديدة داخل القرن الأفريقي والعالم العربي.
لقاءات مع قادة العالم

ركزت مشاركة اليمن في الأمم المتحدة على بناء شبكة تفاهمات دولية، حيث التقى العليمي بعدد من القادة، من بينهم مسؤولون أمريكيون وروس وألمان، إضافة إلى قادة من الدول العربية مثل مصر والعراق والكويت. هذه اللقاءات أبرزت حرص اليمن على تأمين دعم سياسي واقتصادي، بما يعزز استقراره الداخلي ويؤثر في أمن البحر الأحمر وخطوط الملاحة المشتركة مع الصومال.
أبعاد إقليمية تتجاوز اليمن
ما يهم الصوماليين في متابعة اليمن في الأمم المتحدة هو الترابط الجغرافي والأمني. فاليمن يشارك الصومال التحديات ذاتها: التهديدات البحرية، الإرهاب العابر للحدود، وضغوط الأزمات الإنسانية. وبالتالي، أي تحول في موقف المجتمع الدولي تجاه اليمن، سينعكس بالضرورة على القرن الأفريقي.
البعد الاقتصادي والتنموي

لم يقتصر الحضور على السياسة، بل حملت أجندة اليمن في الأمم المتحدة ملفات اقتصادية مهمة، مثل التعاون مع البنك الدولي واستئناف عمل شركات النفط. وهذه الخطوات تشبه ما يسعى إليه الصومال في المرحلة الراهنة، حيث يركز على الإصلاحات وبناء شراكات لجذب الاستثمارات.
دور الأمم المتحدة كوسيط

اللقاءات التي عقدها العليمي مع مسؤولي الأمم المتحدة أعادت التأكيد على أن اليمن في الأمم المتحدة يظل منصة أساسية لإبقاء القضية اليمنية في دائرة الاهتمام العالمي، بنفس الطريقة التي تحاول بها الصومال أن تجد لنفسها صوتًا مسموعًا في المحافل الدولية.
مقارنة مع التجربة الصومالية
من خلال قراءة مسار اليمن في الأمم المتحدة هذا العام، يمكن استخلاص دروس للصومال: أهمية تقديم رؤية موحدة، تكثيف التحالفات الثنائية، وعدم الاكتفاء بخطاب عام. فالمجتمع الدولي لا يتجاوب مع الشكوى بقدر ما يتجاوب مع الخطط الواقعية المدعومة بالأرقام والشركاء.
تعرف المزيد: استطلاع: 53% من الإسرائيليين يدعمون خطة ترامب لغزة لأول مرة منذ أكتوبر 2023
تحركات اليمن في الأمم المتحدة هذه المرة لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل محاولة لإعادة التموضع وسط شبكة معقدة من التحالفات والخصومات. وبالنسبة للمنطقة والقرن الأفريقي، فإن ما يحدث في اليمن يظل متشابكًا مع الصومال من حيث الأمن البحري، الهجرة، والدعم الدولي.