أعاد انتحار طفل هندي في الثانية عشرة من عمره بعد خسارته مبلغ 13 مليون روبية في لعبة «Free Fire» الجدل حول خطورة الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال والمراهقين. الحادثة المأساوية تجاوزت كونها مجرد خبر صادم لتفتح أبواب النقاش على أبعاد إنسانية، اقتصادية، تقنية، وقانونية، وسط دعوات متنامية لحماية الأجيال الجديدة من هذا الفخ
ذنب لم يحتمله قلب طفل

لم يكن الصغير ياش كومار يتخيل أن لحظة تسلية ستنتهي بمأساة. بعدما ربط حساب والده البنكي بلعبة «Free Fire»، أنفق كامل مدخراته المخصصة لعلاج والدته المريضة. ورغم أن الأب لم يعاقبه بل حاول تهدئته والاستعانة بمعلم لدعمه نفسيًا، فإن الطفل غلبه الشعور بالذنب. انسحب إلى غرفته، وبعد دقائق، عُثر عليه مشنوقًا. هذه القصة الإنسانية تسلط الضوء على خطورة الألعاب الإلكترونية حين تتحول إلى مصدر ألم لا يتحمله قلب طفل.
كيف تحوّلت الألعاب الإلكترونية إلى مصيدة مالية للأطفال؟

تقوم كثير من هذه الألعاب على نموذج “الشراء داخل التطبيق” (In-App Purchases)، حيث يتم دفع الأموال للحصول على أدوات افتراضية أو فرص إضافية للفوز. الأطفال، لغياب خبرتهم المالية، يصبحون أكثر عرضة للاستغلال، ما يجعل خطورة الألعاب الإلكترونية تتجاوز الجانب النفسي إلى تهديد مباشر لاقتصاد الأسر. الشركات المطورة تحقق أرباحًا بمليارات الدولارات سنويًا من جيوب لاعبين لا يملكون الوعي الكافي لإدراك حجم الخسارة.
خوارزميات الإدمان في الألعاب الإلكترونية
تعتمد الألعاب على تقنيات ذكاء اصطناعي مدروسة لجذب اللاعبين؛ مثل المكافآت اللحظية، والإشعارات المستمرة، والمستويات التصاعدية التي تخلق إدمانًا تدريجيًا. هذا الأسلوب يحوّل الترفيه إلى عادة قهرية، ويدفع الأطفال للإنفاق بلا وعي. هنا يظهر بوضوح كيف أن خطورة الألعاب الإلكترونية ليست مجرد صدفة، بل نتيجة هندسة نفسية متعمدة من قبل الشركات.
من الهند إلى الصومال: المأساة واحدة

لم تكن الهند وحدها في مواجهة هذه الكارثة، فالصومال أيضًا شهدت في السنوات الأخيرة حوادث مرتبطة بإدمان الألعاب الإلكترونية، حيث دفع بعض المراهقين مبالغ مالية كبيرة عبر الهواتف الذكية دون علم أسرهم، ما خلق أزمات اقتصادية ونفسية داخل البيوت. هذه الوقائع تكشف أن خطورة الألعاب الإلكترونية ليست أزمة محلية في الهند فقط، بل خطر يهدد الأطفال والمراهقين في الصومال ومختلف أنحاء العالم.
كيف نحمي أطفالنا من فخ الألعاب الإلكترونية؟
الخبراء ينصحون الأهل بعدة خطوات عملية لتقليل خطورة الألعاب الإلكترونية:
- تفعيل الرقابة الأبوية على الهواتف والأجهزة.
- تحديد ميزانية شهرية صغيرة فقط للشراء داخل الألعاب.
- متابعة سلوك الأبناء النفسي والمالي.
- بناء حوار مفتوح مع الأطفال حول مخاطر الإدمان الرقمي.
تشريعات غائبة في مواجهة صناعة المليارات

رغم حجم المأساة، ما زالت أغلب الدول تفتقر إلى قوانين واضحة تنظم صناعة الألعاب الإلكترونية. وفي ظل الأرباح الضخمة التي تحققها هذه الشركات، تبقى خطورة الألعاب الإلكترونية قائمة في غياب تشريعات تحمي الأطفال من الوقوع ضحايا لممارسات تجارية غير عادلة.
تعرف المزيد: اعتقال مستخدمي تيك توك في الصومال.. حرية تعبير أم تهديد أمني
من لعبة تسلية إلى ثقافة إدمان
الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة لتمضية الوقت، بل أصبحت ثقافة كاملة تشكل وعي الأطفال وتؤثر في لغتهم وأحلامهم وحتى هويتهم. ومع هذا النفوذ الواسع، تظهر الحاجة إلى إعادة تقييم علاقتنا بالتكنولوجيا، خاصة مع تزايد حوادث مأساوية تؤكد أن خطورة الألعاب الإلكترونية لم تعد خيالًا، بل واقعًا يهدد المجتمعات.