أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن مشروع السد الإثيوبي “ضخم وسيؤثر على المنطقة بأكملها”، مشددًا على أن علاقات بلاده مع إثيوبيا لا تتعارض مع الشراكة الاستراتيجية مع مصر. وأضاف أن القاهرة تظل شريكًا أساسيًا للصومال في مجالات الأمن والدعم اللوجستي، في وقت تتزايد فيه أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان باعتبارها أحد أخطر الملفات الإقليمية.
موقف الصومال من أزمة السد

أكد حسن شيخ محمود أن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان ليست قضية عابرة، بل أزمة استراتيجية سيكون لها انعكاسات على مستقبل المنطقة بأسرها. وأوضح أن الصومال، رغم قربه الجغرافي والسياسي من إثيوبيا، يدرك أن تأثير السد يتجاوز الحدود الوطنية ليشمل الأمن المائي لدول المصب.
وأشار إلى أن بلاده تتعامل مع هذه الأزمة من منظور متوازن، بحيث لا تتحول العلاقات مع أديس أبابا إلى نقطة خلاف مع القاهرة أو الخرطوم.
الشراكة مع مصر ودلالاتها

شدد الرئيس الصومالي على أن التعاون مع مصر يمثل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لبلاده. وقال إن القاهرة تساهم في تدريب القوات الصومالية وتقديم الدعم اللوجستي، ما يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين.
وبينما تتصاعد أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، حرص شيخ محمود على التأكيد أن علاقات الصومال مع أديس أبابا لن تأتي على حساب الشراكة الاستراتيجية مع القاهرة، وهو ما يعكس رغبة مقديشو في الحفاظ على التوازن.
العلاقات الإقليمية وموقف الصومال
وحول التوترات الإقليمية، استبعد الرئيس الصومالي إمكانية نشوب حرب بين إريتريا وإثيوبيا، معتبرًا ما يُتداول بهذا الشأن مجرد “شائعات”. كما أشار إلى أن علاقة الصومال مع المملكة العربية السعودية تمتد لقرون، وتُعد من الروابط التاريخية التي تسعى بلاده لتطويرها بما يخدم مصالح المنطقة.
هذا الموقف يعكس أن الصومال يسعى إلى النأي بنفسه عن أي صراعات مرتبطة بملف أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، مع الحرص في الوقت نفسه على تعزيز علاقاته مع مختلف القوى الإقليمية.
خلفية أزمة سد النهضة

تم إفتتاح السد رسميًا الأسبوع الماضي على يد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بعد أكثر من 14 عامًا من بدء البناء، ليصبح واقعًا يفرض نفسه على معادلة مياه النيل.
وتسببت أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان في خلافات مستمرة، حيث تتمسك القاهرة بتطبيق قواعد القانون الدولي وعدم فرض سياسة الأمر الواقع، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ ما يلزم لحماية مصالحها المائية “الوجودية”. أما السودان، فينظر إلى السد بقلق من تداعياته الفنية والأمنية.
وترى مصر أن فشل المفاوضات يعود إلى إصرار إثيوبيا على رفض أي اتفاق ملزم، ونكوصها عن تفاهمات سابقة كانت كفيلة بإنهاء الأزمة، ما جعل أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت.
تعرف المزيد: 5 زوايا لفهم تحليل كلمة الرئيس الصومالي في القمة الطارئة بالدوحة
من خلال تصريحات حسن شيخ محمود يتضح أن الصومال يتبنى سياسة متوازنة في التعامل مع أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث يسعى للحفاظ على علاقاته مع إثيوبيا دون الإضرار بشراكته الاستراتيجية مع مصر والسودان. ورغم إدراكه لتأثير السد الكبير على المنطقة، يحرص الرئيس الصومالي على إرسال رسائل طمأنة لدول المصب بأن بلاده لن تكون طرفًا في أي اصطفافات تزيد من تعقيد الأزمة.