في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلنت شركة SKDK الأميركية، الرائدة في مجال العلاقات العامة والاتصالات الاستراتيجية، إلغاء عقدها مع الحكومة الإسرائيلية الذي بلغت قيمته 600 ألف دولار. وكان الهدف من العقد الترويج لوجهة نظر إسرائيل بشأن حرب غزة والدعاية الإسرائيلية، لكن الشركة أوضحت في بيان مقتضب أنها أوقفت تعاونها في 31 أغسطس، مكتفية بالقول إن “العمل قد استنفد غرضه”.
حرب غزة والدعاية الإسرائيلية .. معركة إعلامية

العقد الذي كان من المفترض أن يمتد من أبريل 2025 حتى مارس 2026، كشف عن جانب آخر من حرب غزة والدعايا الإسرائيلية، حيث لم تقتصر المواجهة على ساحات القتال، بل امتدت إلى شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام العالمية. ووفقًا لتحقيق نشره موقع “سلادج”، فإن أحد أدوار الشركة كان إطلاق برنامج آلي يهدف إلى تضخيم الروايات المؤيدة لإسرائيل على منصات مثل “تيك توك”، “إنستجرام”، و”يوتيوب”.
برنامج آلي لتضخيم الروايات

الوثائق المودعة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة، أظهرت أن شركة SKDK وافقت على إدارة برنامج قائم على الروبوتات لنشر محتوى مؤيد لإسرائيل بكثافة، كجزء من استراتيجيتها للتأثير في الرأي العام خلال حرب غزة. وتضمنت مهام الشركة أيضًا تدريب متحدثين إسرائيليين على الظهور الإعلامي، واختبار فعالية المؤثرين، إضافة إلى التواصل مع وسائل إعلام كبرى مثل BBC وCNN ووكالة “أسوشيتد برس”.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كسلاح جديد

ما يلفت الانتباه أن البرنامج الدعائي اعتمد على أدوات آلية تستخدم نماذج لغوية ضخمة، ما جعل التمييز بين الروبوتات والمستخدمين الحقيقيين شبه مستحيل. هذه التكتيكات أعادت النقاش حول كيف أصبحت حرب غزة والدعاية والإسرائيلية ساحة اختبار للتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في صناعة الدعاية السياسية.
الارتباط بالحزب الديمقراطي الأميركي

انسحاب SKDK له أبعاد سياسية أيضًا، إذ تُعرف الشركة بعلاقتها الوثيقة بالحزب الديمقراطي. فقد عملت مع شخصيات بارزة مثل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. هذه الخلفية الحزبية أثارت تساؤلات حول ما إذا كان الانسحاب يعكس ضغوطًا داخلية في الحزب الديمقراطي تجاه سياسات إسرائيل في حرب غزة والدعاية الإسرائيلية.
صورة إسرائيل في الغرب على المحك
قرار إلغاء العقد يطرح تساؤلات حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على نفوذها الإعلامي في الغرب. فمع انكشاف هذه الاستراتيجيات، قد تواجه محاولات تبرير عملياتها العسكرية في حرب غزة والدعاية الإسرائيلية تحديات أكبر، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الحقوقية والدولية.
جدل أخلاقي حول شركات العلاقات العامة
قضية SKDK فتحت باب النقاش حول أخلاقيات شركات العلاقات العامة. فبينما ترفع هذه الشركات شعارات عن دعم حقوق المرأة ومكافحة العنف، تعمل في المقابل على تلميع صورة حكومة تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات في حرب غزة. هذا التناقض يعكس المعضلة التي تواجهها صناعة الدعاية السياسية في الولايات المتحدة.
تعرف المزيد: نتنياهو يعلن “مرحلة حاسمة” في العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة: بين المحكمة وساحات القتال
حرب غزة بين الإعلام والواقع
القصة تكشف بوضوح أن حرب غزة والدعاية الإسرائيلية ليست فقط نزاعًا عسكريًا، بل معركة على العقول والقلوب. انسحاب SKDK من هذا العقد قد يشير إلى بداية تحول في الطريقة التي يتعامل بها الإعلام الغربي مع الرواية الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام أصوات أخرى لتجد مساحة أكبر في المشهد الدولي.