في عالم الأصول الرقمية، إذا كانت بتكوين تمثل الذهب الرقمي، فإن شبكة إيثريوم والعملات المستقرة تُعد الفضة التي تمنح المستثمرين والمطورين أدوات جديدة لبناء مستقبل مالي رقمي متكامل. مع صعود شعبية التمويل اللامركزي، أصبح فهم هذه الشبكة والعملات المرتبطة بها ضرورة لكل من يسعى للاستثمار في الثورة الرقمية لعام 2025.
مبتكر إيثريوم: الشاب الذي غير قواعد اللعبة

تأسست شبكة إيثريوم والعملات المستقرة على يد المبرمج الروسي فيتاليك بيوترين، الذي كشف عن مشروعه عام 2014 أثناء مؤتمر بتكوين في الولايات المتحدة، وكان عمره آنذاك 21 عامًا فقط. واليوم، يظل بيوترين عضوًا في مجلس إدارة مؤسسة إيثريوم غير الربحية، ويملك أكثر من 300 ألف عملة إيثر، ما أهله لدخول قائمة فوربس للمليارديرات عام 2021.
لماذا تم تطوير إيثريوم؟

وجدت شبكة إيثريوم والعملات المستقرة لتجاوز القيود التي واجهتها بتكوين، خصوصًا محدودية برمجية الشبكة الأصلية التي كانت تحول دون تطوير تطبيقات رقمية متقدمة ومعقدة فبينما أثبتت بتكوين قدرتها على تسجيل المعاملات المالية، أراد مطورو “إيثريوم” خلق منصة أكثر مرونة تسمح بإنشاء تطبيقات ذكية متنوعة، تشمل العقود الرقمية، والتوكنات، والخدمات المالية اللامركزية.
إيثريوم: المدينة الرقمية المتكاملة

يمكن تصور شبكة إيثريوم والعملات المستقرة كمدينة رقمية افتراضية، حيث يمكن للمطورين استئجار “شوارع” لبناء تطبيقاتهم، وتشغيل أكواد معقدة باستخدام لغة البرمجة “سوليديتي”. كل عملية على الشبكة تتطلب دفع رسوم للمعدنين، والتي تتغير ديناميكيًا بحسب الطلب، تمامًا مثل تسعير خدمات النقل الذكي خلال ساعات الذروة.
عملة إيثر: الوقود التشغيلي للشبكة

العملة الأساسية في شبكة إيثريوم والعملات المستقرة هي إيثر، وتستخدم لدفع رسوم المعاملات على الشبكة. على عكس بتكوين، لا توجد سقوف محددة للمعروض منها، إذ يتحدد بناءً على العرض والطلب. كلما ارتفع استخدام الشبكة وتطبيقاتها، زاد الطلب على “إيثر”، ما يدعم سعرها ويجعلها أداة استثمارية ووظيفية في الوقت ذاته.
التطبيقات العملية لإيثريوم

تضم شبكة إيثريوم والعملات المستقرة اليوم مجموعة واسعة من التطبيقات، تشمل الألعاب الرقمية ومنصات الترفيه، بالإضافة إلى خدمات مالية متطورة مثل الإقراض والتأمين الابتكار الأبرز هو التوكن، الذي يمكن المستخدمين من تقسيم ملكية العقارات أو الشركات إلى حصص رقمية يمكن تداولها دون المساس بالملكية الفعلية، ما يفتح آفاقاً غير محدودة للتمويل اللامركزي.
العملات المستقرة.. ثابته رغم التقلبات

العملات المستقرة هي رموز رقمية مرتبطة بقيمة عملات حقيقية مثل الدولار أو اليورو. وظهورها ضمن شبكة إيثريوم والعملات المستقرة ساعد على توفير سيولة مستقرة في سوق العملات الرقمية، مكن المستخدمين من التحوط ضد تقلب الأسعار، وفتح المجال لأدوات مالية متقدمة ضمن التمويل اللامركزي.
الاعتماد علي العملات المستقرة في ازدياد
بعد سنوات من العمل في منطقة رمادية قانونيًا، بدأت الشركات المُصدرة للعملات المستقرة تحت رقابة صارمة مع تدقيق كامل للاحتياطيات النقدية. هذا التحول القانوني عزز الثقة في شبكة إيثريوم والعملات المستقرة وجعلها خيارًا موثوقًا كأداة دفع بديلة، وربما منافسًا جزئيًا لنظام سويفت وخدمات فيزا وماستركارد.
تريليوني دولار بحلول 2028
تشبر بيانات “ديفاي لاما” إلى أن القيمة السوقية للعملات المستقرة تجاوزت 270 مليار دولار عالميًا، مع توقعات بوصولها إلى تريليوني دولار بحلول 2028. تحتضن شبكة إيثريوم والعملات المستقرة وحدها أصولًا بقيمة 93 مليار دولار، ما يجعلها المنصة الرائدة عالميًا لاستخدام العملات المستقرة وتطوير التطبيقات الذكية.
تعرف المزيد: الاستثمار الإماراتي في إفريقيا 2025.. خط سكة حديد يربط أرض الصومال بإثيوبيا
لماذا الاستثمار في 2025؟
الزخم الكبير على العملات المستقرة يعزز الاستخدام الفعلي للشبكة، ويرفع الطلب على “إيثر” كوقود تشغيلي. مع التطورات القانونية والتوسع في التطبيقات المالية والرموز الرقمية، تصبح شبكة إيثريوم والعملات المستقرة في 2025 فرصة استثمارية مميزة للمستقبل القريب، تجمع بين الاستخدام الوظيفي والقيمة الاستثمارية.