الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا تواصل ترسيخ مكانتها كأحد أهم المسارات الدبلوماسية الفاعلة في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين. فقد نجحت دولة الإمارات في إنجاز 17 صفقة تبادل أسرى منذ مطلع 2024، شملت 4592 أسيرًا من الجانبين، في رقم تاريخي يجسد تحولها من مجرد وسيط محايد إلى صانعة سلام معترف بها دوليًا.
إشادة أوكرانية لافتة

وفي أحدث تطورات الملف، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل مباشر بدور الإمارات، مؤكدًا أن الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا أثمرت عن نتائج ملموسة لا يمكن تجاهلها. هذه الإشارة العلنية من رأس الدولة الأوكرانية تعكس اعترافًا رسميًا بفاعلية الدور الإماراتي في ظل تعثر مسارات التفاوض الدولية الأخرى.
البعد الإنساني والإعلامي

اللافت أن عملية التبادل الأخيرة تضمنت عودة الصحفي الأوكراني خيليوك، الذي كان أسيرًا منذ الأشهر الأولى للحرب. ذكر هذا الاسم أضفى بعدًا إنسانيًا، إعلاميًا إضافيًا على العملية، ما منح الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا زخمًا متزايدًا على الساحة الدولية، وأظهر أن الدور الإماراتي لم يقتصر على الملفات العسكرية فقط بل امتد إلى حماية الرموز الإعلامية وحرية الصحافة.
إشادة مزدوجة غير مسبوقة

الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا تميزت هذه المرة بإشادة مزدوجة من الطرفين في يوم واحد. فوزارة الدفاع الروسية شكرت الإمارات على نجاح الجهود، بينما بادر زيلينسكي بالإعلان عن الامتنان نفسه. هذا التلاقي النادر في المواقف يعزز مكانة الإمارات كقناة إنسانية و سياسية محورية، ويجعلها مؤهلة للعب أدوار أوسع في ملفات تتجاوز الأزمة الراهنة.
رمزية التوقيت

تزامنت آخر عملية تبادل مع الذكرى الـ34 لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي، ما أضفى على الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا قيمة رمزية خاصة. ففي وقت تتبادل فيه موسكو وكييف الهجمات بالطائرات المسيرة، جاءت جهود الإمارات لتفتح نافذة أمل صغيرة أمام خيار السلام في ظل الأجواء المشحونة.
توثيق الأرقام والنجاحات
منذ بداية 2024 وحتى أغسطس الجاري، نجحت الإمارات في إبرام صفقات تبادل أسرى متتالية: من 248 أسيرًا في يناير، إلى 538 أسيرًا في أبريل، وصولًا إلى 292 أسيرًا في أغسطس. هذه السلسلة من الأرقام توضح أن الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا لم تكن حدثًا عابرًا، بل مسارًا ثابتًا يعكس إصرارًا إماراتيًا على تقديم حلول إنسانية ودبلوماسية معًا.
بعد دبلوماسي وإنساني متكامل
لا تقتصر إنجازات الإمارات على ملف الأسرى فقط. فقد أرسلت منذ بداية الأزمة أكثر من 1015 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية، ووفرت آلاف المولدات الكهربائية، إضافة إلى أجهزة كمبيوتر للطلاب ودعم مباشر للنساء والأطفال. هذه الجهود المتوازية جعلت الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا أكثر مصداقية، إذ جمعت بين الطابع الدبلوماسي والإنساني في آن واحد.
تعرف المزيد: الهجوم الأوكراني على محطة كورسك النووية يشعل حريقًا في روسيا
الإمارات كوسيط رئيسي للمستقبل
إن النجاحات المتتالية، والإشادة المزدوجة من روسيا وأوكرانيا، والدور الإنساني الملموس، كلها عوامل تجعل من الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا نموذجًا يُحتذى به في النزاعات العالمية. وبات من الواضح أن الإمارات لا تتحرك فقط لإدارة الأزمات، بل لتكريس نفسها كوسيط رئيسي قادر على صنع فرص سلام تتجاوز حدود الحرب الروسية الأوكرانية.