في خطوة وُصفت بالتاريخية، وقّعت الصومال والمملكة العربية السعودية في الرياض اتفاقية تعاون ثنائية تركّز على تنظيم الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء، من خلال مصطفي ياسين الشيخ رئيس هيئة الاتصالات الوطنية الصومالية، وهيثم العوهلي، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء التكنولوجيا في السعودية، وذلك خلال الندوة العالمية للجهات التنظيمية (GSR-25)، التي جمعت ممثلين من أكثر من 190 دولة. هذه الشراكة لا تمثل مجرد توقيع بروتوكولي، بل نقطة تحوّل استراتيجية للصومال والسعودية معًا في عالم يشهد سباقًا محمومًا لتنظيم الذكاء الاصطناعي.
1- الريادة الإفريقية للصومال

من خلال هذه الاتفاقية، تدخل الصومال نادي الدول الإفريقية القليلة التي اتخذت خطوات فعلية في مجال تنظيم الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تمنحها مكانة متقدمة مقارنة بجيرانها في شرق أفريقيا الذين لا يزال معظمهم في مراحل أولية من صياغة التشريعات الرقمية.
2- الجيوسياسة الرقمية بين مقديشو والرياض
يمثل التعاون بين مقديشو والرياض انتقالًا من العلاقات التقليدية القائمة على الدعم الإنساني والاقتصادي إلى بناء شراكة في التكنولوجيا المتقدمة. وبهذا، يصبح تنظيم الذكاء الاصطناعي أداة جديدة لتعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة.

3- تطوير البنية التحتية الرقمية
تتضمن الاتفاقية خططًا لتبادل البنية التحتية الرقمية، وهو ما يمكن أن يسرّع من تحسين شبكات الإنترنت، مراكز البيانات، وربما التعاون في مجالات فضائية مستقبلية. هذه الخطوة تُعد مكسبًا مباشرًا يدعم تنفيذ أطر تنظيم الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال.
4- فرص للشباب الصومالي

تُشكل الاتفاقية فرصة ذهبية للشباب، الذين يشكلون غالبية سكان الصومال. من خلال التدريب وبرامج تبادل الخبرات، يمكن للشباب أن يصبحوا جزءًا من مشاريع مرتبطة بالفضاء أو تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مسؤولة، بما ينسجم مع أهداف الذكاء الاصطناعي.
5- مقارنة إقليمية
بينما تسعى دول مثل كينيا وإثيوبيا إلى اللحاق بقطار الثورة الرقمية، فإن توقيع الصومال لهذه الاتفاقية يضعها في موقع متقدم، ويجعلها شريكًا استراتيجيًا لدولة إقليمية كبرى مثل السعودية في قضايا تتعلق بـتنظيم الذكاء الاصطناعي والفضاء.
6- السيادة الرقمية والأمن السيبراني

مع توسع الرقمنة، تبرز الحاجة إلى أطر قانونية لحماية البيانات وضمان الشفافية. الاتفاقية تعمل علي مساعدة الصومال على بناء منظومة سيادة رقمية قائمة على تنظيم الذكاء الاصطناعي، ما يعكس من تقليل الاعتماد الكامل على الشركات الأجنبية ويعزز الثقة في المؤسسات الوطنية.
7- السياق الدولي
تم التوقيع خلال منتدى عالمي استضافه الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو ما يعكس أن القضية ليست محلية أو ثنائية فقط، بل جزء من نقاش عالمي حول مستقبل تنظيم الذكاء الاصطناعي. وجود الصومال في هذه الصورة يضعها ضمن الدول المشاركة في صياغة السياسات الدولية الجديدة.
تعرف المزيد: الحواسيب المصنوعة من البكتيريا القابلة للبرمجة: ثورة مستقبلية في عالم التكنولوجيا
الاتفاقية بين الصومال والسعودية ليست مجرد ورقة موقعة، بل إعلان دخول الصومال رسميًا إلى عالم الذكاء الاصطناعي والفضاء. وإذا ما استُثمرت بالشكل الصحيح، فإنها قد تفتح آفاقًا شتي جديدة للتنمية الاقتصادية، وتعزيز السيادة الرقمية، وخلق فرص ذهبية للشباب في واحدة من أكثر القارات تعطشًا للابتكار.