تقطعت السبل بسكان قرى شمال مهاداي في منطقة شبيلي الوسطى بعد أن غمرت فيضانات شبيلي الوسطى أراضيهم وبيوتهم خلال شهر سبتمبر/أيلول. لم تعد الطرق سالكة، والمياه العكرة تحيط بالمنازل من كل اتجاه، لتترك آلاف الأسر بلا غذاء أو كهرباء أو مياه نظيفة.
1. أكثر من 13 ألف أسرة متضررة

أكد مفوض منطقة مهاداي، أحمد حسين أفراح، أن فيضانات شبيلي الوسطى أثّرت على أكثر من 13 ألف أسرة في سبع قرى، هي: بولو أحمد سيغو، ومنصور، وإيجي، ودينلاوي، وكولميس، وأوبالي، وشيلي باري.
وقال إن حجم الدمار كبير، إذ غمرت المياه المنازل ودمرت المزارع، وقطعت طرق الوصول بين القرى والبلدات المجاورة.
2. قصص مأساوية من القرى الغارقة

يقول المزارع يوسف محمد علي من قرية منصور إنه يعيش مع عائلته في العراء بعد أن غمرت المياه منزله المكون من ثلاث غرف.
ويضيف بأسى: “نأكل مرة واحدة فقط في اليوم، والماء الذي خزناه نفد. عملي انهار، ومتجري أُغلق بسبب فيضانات شبيلي الوسطى”.
كان يوسف يكسب ما بين 10 و15 دولارًا يوميًا من متجره الصغير، لكن بعد غرق الطرق المؤدية إلى الأسواق، لم يعد بإمكانه إعادة التزويد بالبضائع.
3. الزراعة تنهار تحت المياه

استثمر يوسف 250 دولارًا في مزرعته على ضفة النهر، لكنه فقدها بالكامل بسبب فيضانات شبيلي الوسطى. يقول بحزن:
“كل ما زرعناه غمرته المياه. خسرت أربعة هكتارات من الأرض المزروعة بالخضروات والذرة والسمسم. نحن نعيش في الماء حرفيًا”.
وفي قرية أوبالي المجاورة، واجهت ماريان نور علي المصير ذاته بعد أن دمرت الفيضانات منزلها ومزرعتها، لتفقد كل ما تملك هي وعائلتها المكونة من 11 فردًا.
4. أزمة مياه وصحة متدهورة

تسببت فيضانات شبيلي الوسطى في تدمير الآبار المحلية، مما أجبر السكان على شرب مياه ملوثة. كما أغلق المركز الصحي الوحيد في المنطقة بعد غمره بالمياه، ما جعل المرضى عاجزين عن الوصول إلى الرعاية الطبية.
تقول ماريان: “أطفالي يعانون من الحمى والإسهال، ولا يمكننا نقلهم إلى مهاداي أو جوهر لأن الطرق مقطوعة بالماء”.
5. التعليم يتوقف والكهرباء تنقطع

أغلقت المدارس في القرى المنكوبة بعد أن غمرتها فيضانات شبيلي الوسطى. خمسة من أطفال يوسف، وأربعة من أطفال ماريان، أصبحوا خارج التعليم إلى أجل غير مسمى.
كما انقطعت الكهرباء تمامًا عن القرى، وتوقف الوقود عن الوصول، ولم يعد بإمكان السكان شحن هواتفهم إلا مقابل 4000 شلن صومالي للجهاز الواحد.
6. مسؤولون: السدود انهارت والدعم غائب

يقول رئيس قرية بولو أحمد سيغو، أحمد إبراهيم، إن فيضانات شبيلي الوسطى دمرت السدود وأغرقت المزارع بالكامل.
وأضاف: “المياه مليئة بالزواحف والحشرات، والسكان لا يملكون شيئًا سوى الدعاء. حاولنا تقوية الضفاف بأكياس الرمل لكن التيار كان أقوى منا”.
وأكد أن السلطات المحلية عاجزة عن التدخل دون دعم من الحكومة أو المنظمات الإنسانية.
تعرف المزيد: الإجهاض في الصومال.. مداهمة في مقديشو تكشف واقعًا صادمًا | بالصور
مأساة متكررة تتطلب حلًا دائمًا

تُظهر فيضانات شبيلي الوسطى مرة أخرى هشاشة البنية التحتية في المناطق النهرية الصومالية، وتكشف عن حاجة ملحّة إلى حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية.
لقد تسببت هذه الفيضانات في شبيلي الوسطى في انخفاض إنتاج الغذاء، وانهيار الدخل، وتشريد آلاف الأسر. ومع غياب التدخل العاجل، يبقى الخوف الأكبر هو أن تتحول هذه الكارثة إلى أزمة إنسانية طويلة الأمد.
