200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، حيث تشهد العاصمة الصومالية مقديشو، وتحديدًا إقليم بنادر، حالة من الترقب والقلق مع اقتراب موعد انتخابات المجالس المحلية المقررة في 25 ديسمبر 2025، وسط جدل واسع حول بطاقات الناخبين والتأخيرات الإدارية. فقد أعلنت المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود أن عدد بطاقات الناخبين التي تم إصدارها حتى الآن يقترب من 200 ألف بطاقة فقط، رغم أن عدد المسجلين تجاوز المليون ناخب. هذا الواقع أعاد إلى الواجهة مخاوف حرمان أعداد كبيرة من المواطنين من حقهم الدستوري في التصويت.
200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، قلق متزايد وأسئلة بلا إجابات أصبحت عبارة تتردد على ألسنة الناخبين والناشطين السياسيين على حد سواء.
أرقام صادمة وتأخير يثير الشكوك
ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، ووفقًا للمفوضية، فإن الفجوة بين عدد المسجلين وعدد البطاقات الصادرة تعود إلى تحديات لوجستية وفنية رافقت عملية الطباعة والتوزيع. ورغم تطمينات رئيس المفوضية، عبد الكريم أحمد حسن، بأن “معظم الشكاوى قد تمت معالجتها”، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى استمرار معاناة آلاف الناخبين الذين لم يتسلموا بطاقاتهم حتى الآن.
ويخشى مراقبون من أن تؤثر هذه التأخيرات على مصداقية العملية الانتخابية، خصوصًا في ظل ضيق الوقت المتبقي.
200ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، قلق متزايد وأسئلة بلا إجابات تعكس هذا التناقض بين الوعود الرسمية والواقع العملي.
هل يسمح بالتصويت دون بطاقة؟

من أكثر القضايا إثارة للجدل مسألة السماح للناخبين الذين يحملون شهادات تسجيل مؤقتة، دون بطاقات فعلية، بالمشاركة في التصويت. وأوضح رئيس المفوضية أن القرار النهائي لا يقع ضمن صلاحيات المفوضية وحدها، بل يتطلب توافقًا سياسيًا بين الأحزاب. وبحسب القوانين الحالية، لا يُسمح بالتصويت دون بطاقة انتخابية رسمية، إلا أن المفوضية أبدت استعدادها “لتسهيل الأمر” في حال تم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل.
200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، قلق متزايد وأسئلة بلا إجابات تظل عنوانًا لهذه الإشكالية القانونية والسياسية المعقدة.
تسهيلات يوم الاقتراع وعود في مواجهة الواقع
في محاولة لطمأنه الرأي العام، أعلنت المفوضية عن توفير وسائل نقل مجانية يوم الاقتراع، خاصة لكبار السن، وذوي الإعاقة، والأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى مراكز التصويت. كما أكدت توفير مركبات مخصصة ودعم لوجستي إضافي لضمان مشاركة أوسع. غير أن بعض المواطنين يرون أن هذه التسهيلات، رغم أهميتها، لا تعوض غياب البطاقة الانتخابية، التي تبقى الشرط الأساسي للمشاركة.
200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، قلق متزايد وأسئلة بلا إجابات تختصر شعور الشارع تجاه هذه الوعود.
أزمة قانونية حول منصب محافظ بنادر

بالتوازي مع أزمة بطاقات الناخبين، تتواصل حالة الغموض بشأن آلية انتخاب محافظ إقليم بنادر. فقد أكد رئيس المفوضية أن لا إطارًا قانونيًا واضحًا حتى الآن يحدد الجهة المخولة بانتخاب المحافظ.
وأوضح أن اتفاقًا سياسيًا سابقًا نص على انتخاب المحافظ من قبل مجلس العاصمة المكون من 97 عضوًا، في حين ينص القانون الحالي على انتخابه مباشرة من الشعب، ما خلق تعارضًا قانونيًا لا يمكن حله إلا عبر تعديل تشريعي من البرلمان.
200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، قلق متزايد وأسئلة بلا إجابات تمتد هنا لتشمل مستقبل إدارة العاصمة نفسها.
تأجيل مجلس العاصمة وانتظار البرلمان
أكدت المفوضية أن انتخابات مجلس مدينة مقديشو نفسها ستُؤجل، لعدم جاهزية الإجراءات ونظام التصويت ومعايير اختيار الأعضاء. وأشارت إلى أنها لن تتحرك في هذا الملف إلا بعد صدور تعديلات قانونية رسمية من مجلس الوزراء والبرلمان الفيدرالي. هذا التأجيل يزيد من حالة عدم اليقين السياسي، في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول من يملك الشرعية لقيادة العاصمة.
200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر، قلق متزايد وأسئلة بلا إجابات تبقى الخلاصة الأبرز لمشهد انتخابي معقد.
لمعرفة المزيد: مسارات تمكين المرأة وتوظيفها في الصومال: أبرز القصص والدروس المستفادة
خاتمة انتخابات تحت الاختبار 200 ألف بطاقة انتخابية فقط في انتخابات بنادر

مع اقتراب يوم الاقتراع، تقف انتخابات بنادر أمام اختبار حقيقي للشفافية والجاهزية. فبين نقص البطاقات، والغموض القانوني، والتأجيلات المتكررة، يظل الأمل معقودًا على حلول سياسية وقانونية عاجلة تضمن حق المواطنين في الاختيار. وحتى ذلك الحين، سيظل السؤال مطروحًا: هل تنجح الانتخابات في استعادة ثقة الشارع أم تعمّق فجوة الشك؟
