تواصل ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش، وهي فرع سريع التطور من الشبكة العالمية لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لعب دور محوري في تنسيق العمليات الإرهابية الدولية، على الرغم من الضغوط العسكرية المتواصلة من قبل القوات الصومالية والدولية.
نشأة وتوسع ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش
تأسست ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش عام 2015، بعد انشقاق فصيل من حركة الشباب المتشددة ومبايعته لزعيم تنظيم الدولة آنذاك أبو بكر البغدادي، ما شكّل أول وجود رسمي لتنظيم الدولة في الصومال.
وفي عام 2017، اعترفت قيادة التنظيم رسميًا بفرع الصومال كولاية تابعة، مما رفع من مكانتها داخل الحركة الجهادية العالمية.
ومنذ تأسيسها، نمت الولاية لتصبح مركزًا إداريًا استراتيجيًا ضمن شبكة تنظيم الدولة العالمية، تلعب دورًا رئيسيًا في تخطيط الهجمات الخارجية والتدريب والتمويل.
مكتب “الكرار” وتأثيره الإقليمي
تستضيف ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش، حاليًا المكتب الإقليمي لتنظيم الدولة في شرق أفريقيا، المعروف باسم الكرار، والذي يشرف على التنسيق اللوجستي والعملياتي عبر عدة دول أفريقية.
يتولى هذا المكتب مسؤولية إدارة عمليات التجنيد، والتدريب، والتمويل، ونقل المقاتلين الأجانب إلى مناطق متعددة داخل أفريقيا وخارجها.
وتدر شبكة الابتزاز الواسعة التابعة للولاية ملايين الدولارات سنويًا من خلال الضرائب غير القانونية وجمع الأموال بطرق غير مشروعة.
وتُستخدم هذه الأموال لدعم عمليات تنظيم الدولة في أفغانستان (ولاية خراسان)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، واليمن، مما يعزز مكانة ولاية الصومال كشريان مالي ولوجستي أساسي للتنظيم في مناطق متعددة.
امتداد عالمي ودور قيادي متزايد
خلال السنوات الأخيرة، توسع نفوذ ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش، دوليًا بشكل ملحوظ، حيث أصبحت نقطة جذب للمقاتلين الأجانب، بما في ذلك المجندين من الشرق الأوسط، وساهمت بحسب التقارير في تنسيق مخططات إرهابية تستهدف خصومًا إقليميين ودوليين.
ووفقًا لمصادر استخباراتية أمريكية ومحللين في شؤون مكافحة الإرهاب، تم تحديد زعيم الولاية عبد القادر مؤمن في عام 2024 كقائد عملياتي وإداري عالمي لتنظيم الدولة، في إشارة إلى تحول مركز القيادة نحو شرق أفريقيا.
الحملة العسكرية في بونتلاند: معركة محفوفة بالمخاطر
أطلقت قوات الأمن في بونتلاند مطلع عام 2025 حملة عسكرية موسعة ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.
وقد أدت العملية، التي دعمتها عدة ضربات جوية أمريكية، إلى استعادة عشرات المواقع وقتل مئات من مقاتلي التنظيم، ما تسبب في تعطيل بنيته القيادية وخطوطه اللوجستية.
ورغم هذه النجاحات العسكرية، يحذر الخبراء من أن التنظيم لا يزال مرنًا وقادرًا على التكيّف، مستفيدًا من الطبيعة الجغرافية الوعرة لمناطق بونتلاند لإعادة التموضع والتجنيد.
تعرف المزيد على: العلاقات المصرية الصومالية..دعم مستمر وتعاون أمني يتجدد
وقد أظهر التنظيم قدرته على تنفيذ هجمات انتقامية دامية. بما في ذلك أعنف هجوم له حتى الآن في يناير 2025، حيث استهدف فيه قوات الأمن في بونتلاند ردًا على الحملة العسكرية.
ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش: تهديد مستمر رغم الانتكاسات
ورغم أن الحملة العسكرية أضعفت قدرات التنظيم محليًا بشكل مؤقت، يحذر الخبراء من أن التنظيم قد يعيد تشكيل صفوفه ما لم يستمر الضغط عليه وقطع مصادر تمويله.
تبقى ولاية الصومال التابعة لتنظيم داعش، بمثابة حلقة مركزية في الشبكة الجهادية العالمية، ويشكّل بقاؤها تهديدًا أمنيًا إقليميًا ودوليًا متزايدًا.