أثار مقطع فيديو لأمٍّ صومالية تلد أمام مدخل مستشفى بنادر للأمومة والطفولة موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت وزير الصحة الفيدرالي علي حاجي حسن إلى القيام بزيارة عاجلة للمستشفى يوم الجمعة7 نوفمبر، للاطلاع على تفاصيل الحادثة ومتابعة نتائج التحقيق المبدئي.
وأوضح الوزير خلال جولته أن الحادثة وقعت يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدًا أن ما حدث “لا يمكن تبريره تحت أي ظرف”، وأنه لا علاقة بين الواقعة وأي قضية مالية أُثيرت ضد الأم كما زعم البعض.
نتائج أولية وتحقيقات جارية

قال وزير الصحة إن التقارير الأولية تشير إلى أن الطفل الذي أنجبته الأم نُقل إلى مستشفى آخر بعد الولادة، إلا أن ذلك على حد تعبيره “لا يُعفي الكادر الطبي في مستشفى بنادر للأمومة والطفولة من المسؤولية، فواجبنا حماية حياة الأمهات وتقديم الرعاية دون تأخير”.
وشدّد الوزير على أن الخدمات الطبية الطارئة “حق أساسي لكل صومالية”، مضيفًا أن وزارته ستتخذ إجراءات إدارية وقانونية صارمة بعد انتهاء التحقيق الرسمي في القضية.
التزام وزاري بحماية الأمهات والأطفال

أكد علي حاجي حسن أن وزارة الصحة الصومالية تضع سلامة الأمهات والأطفال في مقدمة أولوياتها، متعهدًا بعدم التساهل مع أي إهمال داخل مستشفى بنادر للأمومة والطفولة أو غيره من المرافق الصحية في البلاد.
وأضاف أن الوزارة تعمل على مراجعة أنظمة الاستقبال والطوارئ في المستشفيات الحكومية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة التي تمس صورة القطاع الصحي وتضعف ثقة المواطنين.
غضب شعبي واسع ومطالب بالمحاسبة

أثار الفيديو الذي وثّق لحظة الولادة أمام مدخل مستشفى بنادر للأمومة والطفولة ردود فعل قوية في الشارع الصومالي، حيث عبّر كثير من المواطنين عن استيائهم من سوء الخدمات الصحية والإهمال الذي تتعرض له النساء في أقسام الطوارئ.
وانتشرت مطالبات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة محاسبة كل من يثبت تقصيره في أداء الواجب المهني داخل مستشفى بنادر للأمومة والطفولة، باعتبار الحادثة “إهانة لكرامة الإنسان الصومالي قبل أن تكون قضية طبية”.
لمعرفة المزيد: 6 مشاهد مأساوية من فيضانات شبيلي الوسطى تحاصر آلاف الأسر الصومالية| بالصور
رسالة للمجتمع الصومالي

وفي ختام الزيارة، وجّه وزير الصحة رسالة طمأنة إلى المجتمع، قائلًا إن ما جرى في مستشفى بنادر للأمومة والطفولة سيكون نقطة انطلاق لإصلاحات جذرية في النظام الصحي، تضمن احترام حقوق المرضى والاستجابة العاجلة للحالات الطارئة.
وأكد أن “حماية الأمهات والأطفال مسؤولية وطنية قبل أن تكون مهنية، ولن يُسامح أحد على إهمال يُعرّض حياة أي مواطن للخطر”.