في خطوة تعكس سعي الصومال لتكريس حضوره في الأطر الاقتصادية الإقليمية، شارك وزير الصناعة الصومالي في أعمال مجلس التجارة والصناعة والمالية والاستثمار لدول شرق إفريقيا، وهي منصة استراتيجية تُعد من أبرز مسارات التكامل الإقليمي في القارة. المشاركة لم تكن رمزية فقط، بل جاءت ضمن جهود حثيثة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع قاعدة العلاقات الاستثمارية.
حضور فاعل من وزير الصناعة الصومالي ورسائل اقتصادية
حضر وزير الصناعة الصومالي الاجتماع الذي عُقد ضمن إطار أعمال مجموعة شرق إفريقيا، وهي منظمة حكومية إقليمية تضم سبع دول من بينها كينيا، وأوغندا، وتنزانيا، ورواندا، وبوروندي، والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الصومال التي انضمت مؤخرًا كعضو رسمي. وقد أكد الوزير في كلمته على أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي وفتح الأسواق المشتركة أمام المنتجات الصومالية.
وأشار إلى أن الصومال رغم تحدياته الأمنية، يملك إمكانات اقتصادية ضخمة في مجالات الزراعة، الثروة الحيوانية، المصائد البحرية، والصناعات الصغيرة، ما يجعله شريكًا فاعلًا في منظومة التنمية الإقليمية.
فرص واعدة في الاستثمار الصناعي
أبرز وزير الصناعة الصومالي في كلمته الفرص المتاحة في القطاع الصناعي الصومالي، خصوصًا في المناطق الاقتصادية الخاصة الجاري العمل على تطويرها بدعم من شركاء دوليين. كما شدد على ضرورة تعزيز البنية التحتية، خاصة شبكات النقل والموانئ، والتي تُعدّ مفتاحًا لتيسير حركة البضائع وتفعيل سلاسل الإمداد عبر الحدود.
وأوضح أن الصومال يسعى إلى استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة، مع توفير بيئة تشريعية محفزة وداعمة، مؤكدًا أن الاستقرار السياسي النسبي في البلاد يمنح المستثمرين ثقة متزايدة.
دعم التكامل الإقليمي من خلال الصناعة
المشاركة الصومالية لم تكن فقط لعرض الفرص، بل جاءت أيضًا لتأكيد الالتزام بمسار التكامل الصناعي الإقليمي. ودعا الوزير إلى اعتماد سياسات تنسجم مع احتياجات الدول الأعضاء كافة، مشددًا على أهمية العدالة في توزيع المشاريع والمزايا، بما يضمن عدم تهميش الدول الأحدث انضمامًا، مثل الصومال.
كما طالب بتبادل الخبرات بين الوزارات والمؤسسات المعنية بالصناعة في دول المجموعة، وإنشاء برامج تدريب مشتركة تعزز من قدرات الموارد البشرية.
صدى المشاركة في الأوساط الاقتصادية
حظيت مشاركة الصومال بتقدير واسع داخل الاجتماع، حيث أثنت بعض الوفود على التقدم الذي تحرزه مقديشو في مجال الإصلاحات الاقتصادية، رغم التحديات. كما عبّر ممثلو عدة دول عن استعدادهم لتوقيع مذكرات تفاهم ثنائية مع الصومال لتبادل الخبرات وبحث فرص الشراكة في مجالات مثل الصناعات الغذائية، والنسيج، والدواء.
ويُعد هذا الاجتماع نقطة انطلاق جديدة للصومال في طريقه نحو الاندماج الكامل في السوق الإقليمية، وهو ما يمثل خطوة حيوية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
تعرف المزيد على: الصومال يبارك انتخاب سيدي ولد التاه لرئاسة بنك التنمية الإفريقي