وحدة الصومال خط أحمر، مقديشو تشتعل بالاحتجاجات، وحدة الصومال خط أحمر كان الشعار الأبرز الذي ردده مئات المتظاهرين في شوارع العاصمة مقديشو، حيث خرج السكان في وقت متأخر من الليل للتعبير عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ«التحرك الإسرائيلي العدواني» تجاه وحدة الأراضي الصومالية.
وتجمعت الحشود عند تقاطع تاليكس في منطقة هودان بإقليم بنادير، رافعين لافتات تؤكد السيادة الوطنية وترفض أي تدخل خارجي في الشأن الصومالي، في مشهد عكس تصاعد الغضب الشعبي.
الشباب في مقدمة الصفوف

أغلب المشاركين في التظاهرة كانوا من فئة الشباب، الذين أكدوا استعدادهم للدفاع عن وحدة البلاد. وقال أحد المتظاهرين: «نحن هنا الليلة كمواطنين صوماليين لنعلن رفضنا القاطع لأي انتهاك يمس سيادتنا».
وأكد عمر فاروق، رئيس شباب إقليم بنادير، أن الرسالة واضحة: وحدة الصومال خط أحمر لا يمكن التهاون فيه، مضيفًا أن الشباب متحدون في موقفهم الوطني.
تصريحات إسرائيلية تشعل الغضب
اندلعت الاحتجاجات عقب تصريحات منسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في 26 ديسمبر، تحدث فيها عن نية بلاده الاعتراف بمنطقة أرض الصومال كدولة مستقلة.
واعتبر المحتجون أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ومحاولة لفرض واقع سياسي جديد يتعارض مع الإجماع الدولي بشأن وحدة الصومال.
موقف الحكومة الفيدرالية
الحكومة الفيدرالية الصومالية سارعت إلى التنديد بالخطوة الإسرائيلية، ووصفتها بأنها «عدوان غير قانوني ومتعمد». وأكد مسؤولون في مقديشو أن وحدة الصومال خط أحمر ولن يتم التفريط بها، مشيرين إلى أن الحكومة ستتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة.
وأكد الرئيس حسن شيخ محمود أن أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الدولة الصومالية، وأن أي اعتراف أحادي الجانب مرفوض جملة وتفصيلًا.
الاتحاد الأوروبي يدخل على الخط

في تطور لافت، أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الصريح لوحدة الأراضي الصومالية. وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد، أنور العنوني، إن التكتل «يؤكد من جديد أهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الاتحادية».
وأضاف أن وحدة الصومال خط أحمر لضمان السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، داعيًا إلى حوار هادف بين الحكومة الفيدرالية وإدارة أرض الصومال لحل الخلافات العالقة.
موجة رفض دولية واسعة
لم يقتصر الرفض على الداخل الصومالي، إذ أدانت مصر وتركيا وجيبوتي ودول مجلس التعاون الخليجي الخطوة الإسرائيلية، محذرة من تداعياتها الخطيرة على أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
كما جدد الاتحاد الأفريقي وكتلة شرق أفريقيا موقفهما الثابت بأن حدود الصومال معترف بها دوليًا ولا يمكن تغييرها من جانب واحد، مؤكدين أن وحدة الصومال خط أحمر في القانون الدولي.
الولايات المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي
أكدت الولايات المتحدة أنها لا تزال تعترف بوحدة الأراضي الصومالية، بما فيها أرض الصومال، ورفضت أي تغييرات أحادية الجانب.
من جانبها، حذرت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان مشترك مع أكثر من 20 دولة، من «تداعيات خطيرة» على الأمن الإقليمي والدولي، مجددة التأكيد على أن وحدة الصومال خط أحمر لا يقبل المساومة.
لماذا الآن؟ الحسابات الإسرائيلية

ترى إسرائيل أن هذه الخطوة تأتي في إطار توسيع شبكة شراكاتها المستلهمة من اتفاقيات إبراهيم، التي فتحت قنوات دبلوماسية جديدة منذ عام 2020.
لكن مراقبين يرون أن التوقيت مرتبط أيضًا بالوضع الأمني في البحر الأحمر، خاصة في ظل التوتر مع جماعة الحوثي في اليمن، وان وحدة الصومال خط أحمر، ما يعيد التأكيد على حساسية الموقع الجغرافي لأرض الصومال.
تحذير الحوثيين وتصعيد محتمل
في هذا السياق، حذرت جماعة الحوثي في اليمن من أن أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال سيُعتبر هدفًا عسكريًا مشروعًا. وقال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إن الاعتراف الإسرائيلي يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة.
وأشار إلى أن وحدة الصومال خط أحمر وأن أي مساس بها ستكون له انعكاسات تمتد إلى اليمن والبحر الأحمر.
لمعرفة المزيد: الصومال يوحد شرق أفريقيا دفاعاً عن السيادة والشرعية الدولية
صورة خاتمة وحدة الصومال خط أحمر
تسعى أرض الصومال منذ عام 1991 إلى الحصول على اعتراف دولي، مستندة إلى مؤسساتها وعملتها وقواتها الأمنية. إلا أن المجتمع الدولي ظل متمسكًا بمبدأ وحدة الصومال.
ويرى محللون أن اعتراف إسرائيل، رغم رمزيته، لن يغير من الموقف الدولي العام، خاصة في ظل الإجماع الواسع على أن وحدة الصومال خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
