هل تكسر الصين الحصار التكنولوجي؟ التمويل الضخم بين نشوة الأسواق وواقع الرقائق، يشهد قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين موجة تفاؤل لافتة، مدفوعة باكتتابات عامة قياسية ودعم حكومي غير محدود. هذا الزخم أعاد طرح سؤال جوهري: هل يكفي التمويل الضخم لسد الفجوة التكنولوجية بين الصين والغرب، أم أن الأسواق تعيش حالة نشوة تتجاوز الواقع الصناعي؟
صعود الأسواق وثقة المستثمرين

سجلت أسهم شركات رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية مكاسب استثنائية، أبرزها شركة “مور ثريدز تكنولوجي” التي قفز سهمها بأكثر من 400 بالمئة في أول يوم تداول. ويعكس هذا الأداء إيمان المستثمرين بقدرة الصين على تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع استراتيجي، مدعوماً بخطط حكومية لتمويل الصناعة بعشرات المليارات. غير أن هذا التفاؤل المالي لا يعكس بالضرورة تقدماً تقنياً موازياً، إذ لا تزال العديد من هذه الشركات تسجل خسائر تشغيلية كبيرة رغم التقييمات السوقية المرتفعة، ما يثير الشكوك حول استدامة هذا المسار، حتى مع استمرار التمويل الضخم.
اختناقات التصنيع وفجوة التكنولوجيا

هل تكسر الصين الحصار التكنولوجي؟ التمويل الضخم بين نشوة الأسواق وواقع الرقائق، على أرض الواقع، تواجه الصين عقبات حادة في تصنيع الرقائق المتقدمة. فشركات مثل “إس إم آي سي” غير قادرة على الوصول إلى معدات الطباعة الحجرية المتطورة، ما يؤدي إلى انخفاض كفاءة الإنتاج وارتفاع التكاليف. كما أن معدلات العائد المتدنية في بعض المعالجات المتقدمة تعكس فجوة تكنولوجية تُقدّر بعدة سنوات مقارنة بالولايات المتحدة وحلفائها، وهي فجوة لا يمكن تجاوزها بالسيولة وحدها.
لمعرفة المزيد: بنك التنمية الأفريقي يمول طرق الصومال بـ 76 مليون دولار
صورة خاتمة هل تكسر الصين الحصار التكنولوجي؟ التمويل الضخم بين نشوة الأسواق وواقع الرقائق

رغم القيود، تدفع الضغوط الصين إلى الابتكار في البرمجيات ونماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة، مستفيدة من المصادر المفتوحة. لكن الخبراء يرون أن بناء منظومة متكاملة للرقائق والبرمجيات يتطلب وقتاً طويلاً واستثمارات تتجاوز التمويل الضخم، ليظل التحدي الحقيقي قائماً في قلب صناعة الرقائق نفسها.
