لطالما شكل دخول الأفلام الأجنبية إلى السوق الأمريكية تحديًا صعبًا، خاصة عندما تكون بلغتها الأصلية دون ترجمة أو دبلجة. يقول ماكسيم كوتراي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة XYZ Films المستقلة ومقرها لوس أنجلوس، إن جمهور الولايات المتحدة لم يعتد على مشاهدة الأعمال بلغات أجنبية، بعكس أوروبا التي نشأت ثقافتها السينمائية على الترجمة والدبلجة. ويرى كوتراي أن هذا الحاجز اللغوي كان يقتصر تاريخيًا على جمهور محدود، مما حرم الأفلام الدولية من الانتشار، وهو ما تحاول دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي تجاوزه اليوم.
ابتكار تقني يغير قواعد اللعبة

مع ظهور أنظمة دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي، مثل أداة DeepEditor التي طورتها شركة Flawless في لندن، بات بالإمكان جعل الممثلين يبدون وكأنهم يتحدثون لغة أخرى بسلاسة، مع الحفاظ على تعابيرهم وأدائهم الأصلي. وقد جُربت هذه التقنية مؤخرًا على فيلم الخيال العلمي السويدي “Watch the Skies”، حيث تم إنتاج نسخة إنجليزية وعرضها في 110 صالات AMC في الولايات المتحدة.
نجاح تجاري لم يكن ممكنًا بدونه
يؤكد كوتراي أن دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي كانت سببًا في وصول هذا الفيلم إلى جمهور واسع، بعد أن كان من المستبعد عرضه في دور السينما الأمريكية. هذا النجاح دفع AMC للتخطيط لإطلاق المزيد من الأفلام باستخدام نفس التقنية، ما قد يفتح آفاقًا جديدة أمام السينما العالمية.
قصة شركة Flawless ورؤية مؤسسها

تأسست Flawless عام 2020 على يد المخرج سكوت مان، الذي أدرك أن الدبلجة التقليدية تفقد الأعمال جزءًا كبيرًا من تأثيرها العاطفي. ويقول مان إن دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي تمنح المبدعين أداة تحافظ على جودة الأداء، وتقلل التكلفة مقارنة بإعادة التصوير أو التسجيل.
سوق واعد بمليارات الدولارات

بفضل منصات البث مثل Netflix وApple TV+، يتوقع أن يقفز حجم سوق دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي من 4 مليارات دولار عام 2024 إلى 7.6 مليارات دولار بحلول 2033. هذه الأرقام تؤكد أن التقنية ليست مجرد فكرة مستقبلية، بل فرصة تجارية ضخمة.
جدل حول تأثير التقنية على التنوع الثقافي

رغم المزايا الكبيرة، تحذر نيتا ألكسندر، أستاذة السينما بجامعة ييل، من أن دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي قد تطمس الطابع الثقافي للأعمال، إذا جعلت جميع الأفلام تبدو وكأنها نُتجت بالإنجليزية. وترى أن هذا قد يضعف العلاقة المباشرة بين الجمهور واللغة الأصلية للفيلم.
تعرف المزيد: الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي 2025: وعود كبيرة وتأثير محدود
بين التكنولوجيا والحفاظ على الأصالة
يؤكد مان أن الهدف من دبلجة الأفلام بالذكاء الاصطناعي ليس محو هوية الأفلام، بل تسهيل وصولها إلى جماهير جديدة مع الحفاظ على الأداء الفني الأصلي. ومع استمرار تطور هذه التقنية، يبقى السؤال: هل سنرى عالمًا سينمائيًا أكثر انفتاحًا، أم صناعة أفلام موحدة خالية من النكهة المحلية؟