في وقتٍ يشهد فيه القرن الإفريقي تحولات سياسية واقتصادية كبرى، تبرز العلاقات الصومالية الإيطالية كركيزة أساسية لمستقبل مشترك واعد. وفي أول تصريح له بعد تقديم أوراق اعتماده، كشف السفير الصومالي الجديد في روما، إبراهيم عمر شيغو، عن الخطوط العريضة لطموحات بلاده في الأمن، الاقتصاد، والتنمية الشاملة، مستعرضًا أبرز أولويات الحكومة العلاقات الصومالية الإيطالية في المرحلة القادمة.
أكد السفير شيغو أن الحكومة الصومالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود حققت مكاسب كبيرة في حربها ضد الإرهاب، لا سيما تنظيم الشباب المرتبط بالقاعدة. وأوضح أن قوات الأمن الوطنية، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، استطاعت تحرير أجزاء واسعة من الأراضي، مشيرًا إلى أن نهاية 2025 قد تشهد “ضربة قاصمة” للتنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن التعاون الدولي في هذا الملف، خاصة مع الاتحاد الأوروبي، أثمر في الحد من أنشطة القرصنة، لكنه شدد على الحاجة إلى تأسيس قوة خفر سواحل صومالية قادرة على حماية الساحل الطويل والمنطقة الاقتصادية الخالصة.
واحدة من أهم خطوات الإصلاح التي تطرق إليها السفير كانت إطلاق مشروع “صوت واحد لكل مواطن”، الذي سيتيح للناخبين الصوماليين المشاركة في الانتخابات المقررة في عام 2026. وأشار إلى أن إصدار بطاقات الهوية الوطنية سيكون أداةً محورية في إنهاء نظام المحاصصة القَبَلية (نظام 4.5)، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
عودة العلاقات الصومالية الإيطالية سبباً في التنمية الاقتصادية
قال السفير شيغو إن بلاده تشهد زيادة تدريجية في حجم الاستثمارات الدولية، مؤكدًا أن الحكومة تضع دعم القطاع الخاص الصومالي على رأس أولوياتها. وأشار إلى أن البنية التحتية وتحسين الأمن سيلعبان دورًا كبيرًا في تحفيز النمو وخلق فرص عمل، داعيًا الصناعيين الأجانب، ولا سيما الإيطاليين، إلى الاستثمار في الصومال.
الاقتصاد الأزرق والزراعة: فرص واعدة للشراكة
لفت السفير الانتباه إلى الخسائر الناجمة عن الصيد غير المشروع في المياه الصومالية، مشيرًا إلى أهمية دعم الصيادين المحليين عبر التدريب والبنية التحتية ليتمكنوا من التصدير إلى أوروبا. وأعرب عن ثقته في إمكانية مساهمة إيطاليا بخبرتها في هذا المجال، كما أشار إلى فرص التعاون في الزراعة والطاقة المتجددة وتمكين الشباب.
توقعات من روما: علاقات ثقافية واقتصادية متجذرة
أشاد السفير بخطة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (خطة ماتّي Mattei Plan)، والتي تضع إفريقيا، والصومال تحديدًا، في قلب العلاقات الصومالية الإيطالية الجديدة. وقال إن التاريخ المشترك بين البلدين يعزز من فرص التعاون في مجالات متعددة تشمل الزراعة، التعليم، التوظيف، والطاقة.
تعكس تصريحات السفير الصومالي عن العلاقات الصومالية الإيطالية عزم بلاده على التحول إلى دولة مستقرة وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي، بالاعتماد على شراكات استراتيجية صادقة. ومع وجود رؤية إصلاحية واضحة ودعم دولي متجدد، يبدو أن مستقبل الصومال يسير بخطى واثقة نحو الاستقرار والنمو.
تعرف المزيد على: هل تسعى تركيا للسيطرة على ثروات الصومال النفطية تحت غطاء الشراكة؟