في تحول ديمقراطي يُعد الأبرز في تاريخها الحديث، أعلنت ولاية بونتلاند الصومالية نيتها اعتماد نظام التصويت المفتوح في بونتلاند بدلًا من التصويت السري، كإجراء إصلاحي يهدف إلى مكافحة الفساد الانتخابي وتعزيز الشفافية في العملية السياسية. وتُعد هذه الخطوة علامة فارقة في المسار السياسي للإقليم الذي لطالما عانى من التوترات المتعلقة بالرشاوى والانقسامات داخل المجالس المحلية.
التصويت المفتوح في بونتلاند: أداة لضرب الفساد في جذوره
أكد رئيس لجنة الانتخابات في بونتلاند، أحمد محمود عمر، أن الانتقال إلى نظام التصويت المفتوح في بونتلاند يأتي استجابة لتنامي الاتهامات بشأن شراء الأصوات والرشاوى خلال الانتخابات المحلية. وأوضح أن التصويت العلني من شأنه أن يمنع أي جهة من التأثير سريًا على اختيارات الناخبين، ويُلزم النواب بالمساءلة أمام دوائرهم.
وتواجه بونتلاند في السنوات الأخيرة موجة من النقد بسبب الطريقة التي تُدار بها الانتخابات، حيث ظهرت شكاوى من تغييب الشفافية والعدالة، ما أدى إلى تفاقم الانقسامات داخل مجالس الحكم المحلي وعرقلة مشروعات التنمية. ويرى متابعون أن التحول إلى التصويت المفتوح هو رد عملي على تلك الاختلالات.
دعم سياسي واسع وتمهيد قانوني للإصلاح
لاقى التوجه نحو تطبيق نظام التصويت المفتوح في بونتلاند ترحيبًا من عدد كبير من وزراء ومسؤولي بونتلاند، الذين أكدوا أن من غير المقبول في هذا العصر استمرار العمل بآليات انتخابية مغلقة لا تعكس إرادة الشعب. وطالب المسؤولون لجنة الانتخابات بالإسراع في دمج هذا النظام ضمن اللوائح الرسمية المنظمة للعملية الانتخابية المقبلة.
وأشار مراقبون إلى أن الدعم السياسي لهذه المبادرة يمثل دافعًا قويًا لتفعيل الإصلاح على أرض الواقع، خاصة في ظل تزايد الدعوات إلى إنهاء الممارسات السياسية التي تفتقر إلى النزاهة. وتُجري لجنة الانتخابات حاليًا مراجعة شاملة للإطار القانوني تمهيدًا لتعديل الإجراءات الانتخابية بما يتماشى مع النظام الجديد.
التصويت المفتوح في بونتلاند العلني يعزز المشاركة والمساءلة
من شأن نظام التصويت المفتوح في بونتلاند أن يعيد تعريف العلاقة بين الناخب وممثله، حيث يصبح النائب ملزمًا بالكشف عن اختياراته علنًا، مما يمنح المواطنين فرصة لتقييم أدائه بشكل واقعي. ويساهم النظام كذلك في تقوية المشاركة السياسية، إذ يشعر المواطنون بأن أصواتهم لم تعد تُستخدم خلف الكواليس بطريقة تخدم مصالح شخصية.
ويرى محللون أن هذا التغيير سيُحدث تحوّلًا ثقافيًا في عقلية الناخبين والسياسيين على حد سواء، كما سيدفع الأحزاب السياسية إلى العمل وفق أجندات واضحة وخطط قابلة للتقييم، بعيدًا عن الترتيبات الخفية والتحالفات المصلحية.
خطوة ضمن إصلاحات أوسع للحوكمة الديمقراطية
يأتي اعتماد التصويت المفتوح ضمن سلسلة من الإصلاحات السياسية التي تقودها حكومة بونتلاند لمعالجة أسباب الفشل الديمقراطي في السنوات السابقة، التي شهدت خلافات حادة بين مؤسسات الحكم، وانقسامات داخل البرلمان، مما أدى إلى شلل تشريعي طال أمده.
وتهدف بونتلاند من خلال هذه التعديلات إلى بناء منظومة سياسية أكثر ثقة وكفاءة، تستجيب لتطلعات الشعب، وتحمي العملية الديمقراطية من التلاعب. كما تتوقع السلطات أن يسهم هذا النظام في تقليل النزاعات السياسية بعد الانتخابات، وتحقيق استقرار داخلي يعزز بيئة الاستثمار والتنمية.
آفاق مستقبلية وتحديات التطبيق
رغم الإيجابيات المتوقعة، لا يخلو التحول إلى نظام التصويت المفتوح في بونتلاند من التحديات. فهناك مخاوف من استخدام النفوذ والضغوط العشائرية على بعض النواب، أو تخويفهم في حال التصويت العلني ضد إرادة النخب التقليدية.
ولهذا، يُطالب نشطاء بضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الإصلاح، وتوفير آليات حماية قانونية لكل من يشارك في العملية الانتخابية، إلى جانب إشراك منظمات المجتمع المدني في مراقبة التنفيذ.
تعرف المزيد على: وزير الدفاع الصومالي: تحرير إقليم شبيلي الوسطى من الخوارج الإرهابيين بات وشيكًا