في خطوة تعكس تداخل القانون بالسياسة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، 16سبتمبر، أن الجيش بدأ العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفًا إياها بأنها “مرحلة حاسمة”، وذلك خلال شهادته أمام محكمة تل أبيب المركزية. هذا التزامن بين القاعة القضائية وساحات القتال يثير تساؤلات: هل يسعى نتنياهو لاستثمار الحرب للتغطية على أزماته القانونية المتفاقمة؟
نزوح جماعي وأزمة إنسانية متصاعدة

بحسب تقديرات أمنية إسرائيلية، غادر أكثر من 350 ألف فلسطيني مدينة غزة خلال يومين فقط، أي ما يعادل 40% من سكانها. هذا النزوح القسري يعكس الوجه الإنساني القاسي لـ العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث يتكدس النازحون في الجنوب وسط غياب ممرات آمنة وضغط هائل على البنية التحتية والخدمات.
الحرب الإعلامية: رسائل أدرعي باللغة العربية

في موازاة القتال، يبرز جانب آخر يتمثل في الدعاية والإعلام. فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر رسالة باللغة العربية أن القوات بدأت “بتدمير البنية التحتية لحماس”، محذرًا سكان غزة من البقاء في “منطقة قتال خطيرة”. هكذا، تتحول العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى معركة خطابية أيضًا، حيث تسعى إسرائيل لتثبيت روايتها في مقابل ما يعيشه الفلسطينيون على الأرض من قصف ونزوح.
حسابات عسكرية واستراتيجية
وصف نتنياهو العملية بأنها “مرحلة حاسمة” يعكس رغبته في تقديمها كنقطة تحول. لكن وفقًا لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا لـ”سي إن إن” و”وول ستريت جورنال”، فإن الاجتياح البري سيكون “مدبرًا” في مراحله الأولى، ما يعني أن إسرائيل تحاول تجنب خسائر كبيرة في البداية. ويطرح ذلك سؤالًا استراتيجيًا: هل ستظل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة محصورة في مدينة غزة، أم ستتوسع لاحقًا نحو الشمال أو الجنوب؟
مشهد ميداني معقد

الليلة الماضية شهدت قصفًا مكثفًا استهدف أحياء الشيخ رضوان والكرامة وتل الهوى، فيما تحدث سكان عن تحرك دبابات إسرائيلية في شارع الجلاء وسط المدينة. هذا التحرك في قلب غزة يرمز إلى محاولة فرض السيطرة الميدانية مع استمرار التقدم البري.
ردود فعل دولية مرتقبة
مع كل تصعيد، يزداد الضغط الدولي على إسرائيل. يُتوقع أن تتابع الولايات المتحدة وأوروبا التطورات عن كثب، فيما تبقى مواقف مصر وقطر والأمم المتحدة محورية في التعامل مع تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، خاصة مع تضخم موجات النزوح ومعاناة المدنيين.
تعرف المزيد: 10 زوايا لفهم إعلان نيويورك وحل الدولتين: لماذا غابت دول عربية وإسلامية عن التصويت؟
صُراخ من غزة: ما وراء الأرقام

بعيدًا عن لغة البيانات العسكرية، يعيش سكان غزة واقعًا مريرًا. شهادات من نزحوا حديثًا تكشف عن معاناة في البحث عن مأوى، وعن أطفال يواجهون الخوف والجوع. هنا يتجسد البعد الإنساني لـ العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث تختفي الأرقام أمام قصص الأفراد والعائلات.