ميزة Min Mode في Android 17، في الوقت الذي تتجه فيه الشركات نحو سباق السرعة والذكاء الاصطناعي، يبدو أن جوجل قررت أن التميز في المستقبل لن يكون فقط في “ما تستطيع الأجهزة فعله”، بل أيضًا في “كيف تدير مواردها”. ومع إطلاق Android 17، تقدم الشركة ميزة Min Mode التي تعيد تعريف العلاقة بين الأداء والطاقة، وتكشف عن رؤية مختلفة لكيفية تفاعل النظام مع المستخدم والبطارية على حد سواء.
ما هي ميزة Min Mode في Android 17؟

تُعد Min Mode واحدة من أبرز المزايا الجديدة في Android 17، وهي ميزة تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة إلى أدنى مستوى ممكن دون تعطيل الوظائف الأساسية للهاتف.
فبدلًا من الاكتفاء بتفعيل “توفير البطارية” التقليدي، تقدم ميزة Min Mode في Android 17 تجربة أكثر ذكاءً: إذ يقوم النظام بتحديد التطبيقات غير النشطة وإيقاف العمليات الخلفية تلقائيًا، كما يقلل من معدلات التحديث للشاشة ويحد من نشاط المعالج عند الحاجة. 
الميزة تعتمد على خوارزميات تعلم آلي مدمجة داخل النظام لتتعلم سلوك المستخدم وتُكيّف استهلاك الطاقة بناءً على عاداته اليومية. والنتيجة؟ عمر بطارية أطول دون شعور المستخدم بانخفاض في الأداء.
لماذا اختارت جوجل هذا التوقيت لإطلاق الميزة؟

يأتي إطلاق ميزة Min Mode في Android 17 في وقتٍ يشهد فيه السوق تغيرًا ملحوظًا في أولويات المستخدمين. فبعد سنوات من التركيز على قوة المعالج وسرعة الأداء، بدأ المستهلكون يبحثون عن هواتف أكثر استدامة وأطول عمرًا من حيث البطارية.
وفي ظل التوجه العالمي نحو تقليل البصمة الكربونية، تريد جوجل أن تضع نفسها في موقع الريادة من خلال جعل أندرويد نظامًا “واعٍ للطاقة”.
كما أن البيانات الحديثة تشير إلى أن نحو 60% من مستخدمي الهواتف الذكية في 2025 يعانون من استنزاف سريع للبطارية بسبب كثرة التطبيقات وخدمات الذكاء الاصطناعي. وهنا يأتي Android 17 Min Mode كحل عملي لمشكلة يومية تمس الجميع.
مقارنة بين ميزة Min Mode في Android 17 ووضع Battery Saver التقليدي
بينما يكتفي وضع “توفير البطارية” القديم بخفض السطوع أو تقييد بعض العمليات، تذهب ميزة Min Mode في Android 17 أبعد من ذلك.
فهو لا يقلل فقط من النشاط، بل يعيد هندسة طريقة استهلاك النظام للموارد. فعلى سبيل المثال:
يقوم بتحديد أولوية التطبيقات بناءً على تفاعل المستخدم وليس فقط على استهلاكها للطاقة.
يُخفض استهلاك الشبكة في الخلفية دون التأثير على الإشعارات الأساسية.
يُطبّق ديناميكيًا حسب مستوى البطارية ونوع الاستخدام، بدلًا من كونه خيارًا يدويًا ثابتًا.
بهذه الطريقة، يصبح الهاتف أذكى في إدارة نفسه، ويقدم تجربة أكثر سلاسة دون تدخل المستخدم.
الذكاء الاصطناعي وراء Min Mode

السر الحقيقي وراء قوة Min Mode يكمن في دمجه العميق مع الذكاء الاصطناعي.
فبدلاً من الاعتماد على إعدادات ثابتة، يتعلم النظام سلوك المستخدم بمرور الوقت.
إذا لاحظ أنك عادة تستخدم الهاتف في الصباح لتصفح البريد أو الأخبار، فسيبقي التطبيقات الأساسية في حالة استعداد.
أما في فترات الخمول أو أثناء النوم، فسيُفعّل تلقائيًا وضع تقليل الطاقة حتى دون إشعارك.
هذا النهج يجعل Android 17 أقرب إلى “نظام حي” قادر على اتخاذ قرارات تكيفية، مما يفتح الباب أمام مستقبل تكون فيه الهواتف أكثر وعيًا ببيئتها وسياق استخدامها.
مستقبل Android 17: نحو نظام أكثر استدامة وذكاء
تظهر ميزة Min Mode في Android 17 أن جوجل لا تكتفي بإضافة مزايا جديدة، بل تعيد التفكير في جوهر التجربة الرقمية ذاتها.
فمع توجه العالم نحو كفاءة الطاقة والاستدامة، تبدو هذه الخطوة مقدمة لتغييرات أوسع قد تشمل الهواتف القابلة للطي، والساعات الذكية، وحتى أجهزة إنترنت الأشياء.
الميزة أيضًا تمثل فرصة للمطورين لإعادة تصميم تطبيقاتهم بما يتناسب مع النظام الجديد الذي يُفضّل التطبيقات الخفيفة والسريعة.
وبذلك، تصبح كفاءة الأداء جزءًا من معايير الجودة التقنية الحديثة.
تعرف المزيد: توصيات منصة X Grok: هل الذكاء الاصطناعي سيقرر ما نراه على الإنترنت؟
ميزة Min Mode في Android 17 ليست مجرد إعداد لتوفير البطارية، بل هي إعلان عن فلسفة جديدة في عالم أنظمة التشغيل.
إنها دعوة لجعل التكنولوجيا أكثر وعيًا واستهلاكًا أقل، دون أن تخسر سرعتها أو ذكاءها.
وبينما يواصل العالم البحث عن توازن بين القوة والكفاءة، يبدو أن جوجل مع Android 17 قد وجدت المعادلة المثالية.
 
									 
					