أكدت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين18أغسطس، أن إسرائيل تنتهج سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة، في ظل استمرار الحصار والممارسات التي تهدد الحياة اليومية للفلسطينيين في القطاع. وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة سبعة أشخاص، بينهم طفلان، نتيجة سوء التغذية يوم الأحد، ما يعكس خطورة الوضع الإنساني المتدهور.
تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية من وصول الوضع إلى مستويات كارثية، إذ تشهد غزة أزمة غذائية حادة بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات. وتشير التقارير إلى أن سوء التغذية وصل لأعلى مستوياته منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
شهادات فلسطينية تكشف حجم الأزمة

استند تقرير منظمة العفو الدولية إلى مقابلات مع 19 نازحًا في ثلاثة مخيمات مؤقتة، إضافة إلى اثنين من العاملين في مستشفيين بمدينة غزة، حيث أشاروا إلى معاناة الأطفال والمسنين جراء نقص الغذاء. وقالت المنظمة إن إسرائيل تنتهج سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة، ما أدى إلى تدمير الصحة العامة والرفاهية والنسيج الاجتماعي للحياة الفلسطينية بشكل منهجي.
إسرائيل تنتهج سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة النتيجة المقصودة..

وأكدت العفو الدولية أن هذه الإجراءات ليست عشوائية، بل نتيجة سياسات وخطط إسرائيلية مُعدة مسبقًا، تستهدف فرض ظروف معيشية قاسية على الفلسطينيين بهدف تدميرهم جسديًا، في ما وصفته المنظمة بأنه جزء من ما يشبه الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان غزة.
ردود الفعل الإسرائيلية
رفضت إسرائيل مرارًا المزاعم المتعلقة بالتجويع المتعمد، معتبرة أن القيود على دخول المساعدات جزء من إجراءاتها الأمنية. وفي الوقت نفسه، لم يعلق الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية على نتائج تقرير منظمة العفو الدولية على الفور.
كارثة إنسانية متصاعدة
أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة طفلين وخمسة بالغين يوم الأحد بسبب سوء التغذية، فيما أفادت تقارير أخرى بأن القوات الإسرائيلية قتلت 17 شخصًا على الأقل أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات إنسانية، بينهم تسعة كانوا ينتظرون شاحنات تابعة للأمم المتحدة بالقرب من ممر موراغ.
وأشار الشاهد حمزة عصفور إلى أن القناصة الإسرائيليين أطلقوا النار لتفريق الحشود، ما دفع السكان إلى المخاطرة بحياتهم للحصول على الغذاء.
مزاعم الإبادة الجماعية

سبق لمنظمة العفو الدولية أن اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية من خلال البث المباشر نتيجة تهجير سكان غزة قسرًا وخلق كارثة إنسانية، وهو ما رفضته إسرائيل في حينه ووصفت الادعاءات بأنها أكاذيب صارخة. وفي ظل هذه الظروف، أكدت العفو الدولية مرة أخرى أن إسرائيل تنتهج سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار الحصار والقيود على المساعدات.
تعرف المزيد: البرازيل: مخطط الاستيطان الإسرائيلي إي 1 يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية
الأبعاد الإنسانية والقانونية
تثير هذه التقارير مخاوف واسعة على الصعيدين الإنساني والقانوني، خاصة فيما يتعلق بحقوق المدنيين الفلسطينيين في غزة. وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن استمرار التجويع المتعمد يشكل انتهاكًا للقوانين الدولية والاتفاقيات المتعلقة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، مع التأكيد أن إسرائيل تنتهج سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة، ما يجعل الأوضاع الحالية غير قابلة للتحمل.