في خطوة تعكس التزام مصر التاريخي تجاه قضايا القرن الإفريقي، مصر تؤكد دعمها الكامل للصومال حيث شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، على رفض مصر القاطع لأي محاولات للمساس بسيادة الصومال، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل للحكومة الصومالية.
دعم استراتيجي وموقف مصري ثابت تجاه الصومال
أكد الرئيس السيسي أن مصر “لا تنسى دعمها المتواصل للصومال الشقيق”، في إشارة واضحة إلى تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين، ودورها الإقليمي في الحفاظ على الأمن والاستقرار. وشدد على أن مصر تؤكد دعمها الكامل للصومال وضرورة أن يتكاتف جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لمساندة الحكومة الفيدرالية الصومالية في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، وسط تصاعد التحديات في منطقة القرن الإفريقي.
جاءت تصريحات الرئيس السيسي في سياق إقليمي شديد الحساسية، حيث تزايدت مؤخرًا التدخلات الخارجية في شؤون الصومال، ومحاولات بعض الأطراف التأثير على وحدته الوطنية. لذلك، فإن موقف مصر الواضح أن مصر تؤكد دعمها الكامل للصومال يُعد رسالة قوية تؤكد مركزية قضية السيادة الصومالية ضمن أولويات العمل العربي المشترك.
ملفات عربية على طاولة القمة
تناولت القمة العربية الرابعة والثلاثين عدة ملفات إقليمية، على رأسها الحرب الجارية في غزة، إلى جانب التطورات في سوريا وليبيا والسودان. وقد أكد الرئيس السيسي في كلمته أن الأزمات العربية الراهنة تتطلب موقفًا موحدًا، وتنسيقًا فعّالًا بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بما في ذلك دعم الدول التي تخوض معارك وجودية مثل الصومال.
رؤية مصرية شاملة للأمن القومي العربي
أوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي عبّرت عن رؤية مصر تجاه القضايا الإقليمية، داعيًا إلى ضرورة تبني نهج جماعي لحماية وحدة الدول العربية، وتعزيز السلم المجتمعي ومكافحة الإرهاب. وتأتي سيادة الصومال ضمن أولويات هذه الرؤية، باعتبار أن أمن الصومال من أمن المنطقة ككل.
أهمية دعم الصومال في هذه المرحلة
تواجه الصومال اليوم تحديات جسيمة تشمل الإرهاب، وأزمات التمويل، ومخاطر الانقسام الداخلي، وهو ما يستدعي مواقف داعمة وصريحة كما فعلت مصر في القمة العربية أن مصر تؤكد دعمها الكامل للصومال . فقد شكّلت تصريحات الرئيس السيسي رسالة تضامن عربي تجاه مقديشو، تعكس إدراكًا استراتيجيًا بأن ترك الصومال بمفرده قد يفتح المجال لتدهور أمني شامل في القرن الإفريقي.
تعرف المزيد على: اغتيال قائد عسكري صومالي على يد أحد جنوده يثير القلق بشأن الانقسامات الأمنية الداخلية