تتسارع الصومال نحو مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال، في محاولة لتجاوز التحديات المزدوجة الناتجة عن انقطاع الكهرباء المستمر وأزمة تغير المناخ التي أثرت على معظم القطاعات الحيوية، من التعليم إلى الصحة والزراعة. وتأتي هذه المبادرات في إطار سعي الحكومة لتعزيز الوصول إلى الطاقة النظيفة والمستدامة، مع دعم من شركاء دوليين مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ابتكار في شمال شرق الصومال
أطلقت الصومال أول محطة هجينة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الجزء الشمالي الشرقي، وتنتج حاليا 3.5 ميجاوات من الكهرباء، مع قدرة مستقبلية للوصول إلى 450 كيلوواط لتلبية احتياجات أكثر من 13 ألف عميل. وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للكهرباء عبد الفتاح محمد عبدي، أن اعتماد الطاقة المتجددة أسهم في خفض تكلفة الكيلووات من 0.97 دولار إلى 0.79 دولار، أي انخفاض بنسبة 17٪، مما يعزز مناخ الأعمال في المدينة.
كما يشرف على النظام مهندسة واحدة، سعيدة حسن عدن، التي تدير تشغيل التوربينات الشمسية والرياح وتخزين الطاقة في بطاريات لتوزيع الكهرباء بشكل مستمر. هذا النجاح التجريبي يمثل نموذجًا يُحتذى به لتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة في مناطق أخرى بالصومال، خصوصًا مقديشو والمناطق الريفية.
تفاصيل المشروع الهجين للطاقة الشمسية وطاقة الرياح
يتضمن مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال تصميم محطة شمسية كهروضوئية بقدرة 10 ميجاوات، مدمجة مع نظام تخزين بطاريات بقدرة 20 ميجاوات/ساعة، وخط إخلاء بجهد 33 كيلوفولت على مساحة 290 هكتارًا في غاروي، بونتلاند.
المشروع ممول من البنك الدولي ويُنفذ لصالح الشركة الوطنية للكهرباء، ويهدف إلى تعزيز استقرار الشبكة وتحسين الوصول إلى الكهرباء في المناطق الحضرية والريفية. ويشمل المشروع:
- تصميم وتوريد وتركيب وتشغيل محطة شمسية وهجينة.
- نظام تخزين للطاقة لإدارة التذبذب بين الإنتاج والاستهلاك.
- خط إخلاء لتوزيع الطاقة على الشبكة.
ويُتوقع أن يكون مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال نموذجًا مستدامًا لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين خدمات الطاقة للمجتمعات المحلية.
الجدول الزمني للعطاء والتنفيذ
تفتح عملية المناقصة أمام المقاولين والمطورين المؤهلين لتقديم مقترحاتهم، مع مواعيد رئيسية كالتالي:
- مؤتمر تمهيدي افتراضي لتوضيح مواصفات المشروع: 23 يناير 2025.
- الموعد النهائي لتقديم الطلبات: 10 فبراير 2025.
يهدف هذا الجدول الزمني إلى ضمان اختيار أفضل الشركات القادرة على تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال بكفاءة وفعالية، مع الالتزام بمعايير الجودة والسلامة الهندسية.
تأثير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الاقتصاد المحلي
منذ بدء تشغيل المشروع التجريبي، شهدت مدينة شمال شرق الصومال انخفاضًا ملموسًا في تكلفة الكهرباء وتحسنًا في نشاط الأعمال، بما في ذلك المطاعم والمتاجر التي تعتمد على الطاقة المستمرة.
توضح البيانات أن ثلاثة توربينات رياح، كل منها يولد 250 كيلوواط، تنتج مجتمعة 750 كيلوواط/ساعة، مع ألواح شمسية تدعم الشبكة، ما يعزز قدرة مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال على تلبية احتياجات السكان وتحفيز النمو الاقتصادي.
كما أن انخفاض تكلفة الطاقة يشجع على استثمارات جديدة من المغتربين المحليين، ويزيد من فرص التشغيل في قطاعات حيوية مثل الضيافة والخدمات الصغيرة، ويحفز تطوير المشاريع الريادية في المناطق الحضرية.
الاستدامة البيئية وخفض الانبعاثات
يساهم مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال في خفض الانبعاثات الكربونية بشكل ملموس، حيث يُتوقع أن يقلل المشروع من إنتاج 30,000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويعمل هذا النظام الهجين على تقليل الاعتماد على مولدات الديزل التقليدية، ما يخفض تكاليف التشغيل على المدى الطويل ويحد من التلوث البيئي، مع دعم أهداف التنمية المستدامة للصومال والمساهمة في مواجهة تغير المناخ.
مشاريع الطاقة الشمسية السابقة في الصومال
يأتي هذا المشروع بعد مبادرات سابقة شملت تركيب 51 ميجاوات من الطاقة الشمسية بحلول نهاية عام 2023، بزيادة عن 47 ميجاوات في 2022، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA).
كما أطلقت الحكومة مناقصة لتطوير 25 محطة شمسية وتخزينها خارج الشبكة في المرافق الصحية، لضمان استمرارية الطاقة في المستشفيات والعيادات، وتحسين جودة الخدمات الصحية للسكان المحليين.
كل هذه المبادرات تعكس الالتزام المستمر للصومال بتعزيز مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال كخيار مستدام لتلبية احتياجات الطاقة الحيوية.
إمكانات الطاقة المتجددة في بونتلاند
تتمتع بونتلاند بوفرة أشعة الشمس وتوافر أراضٍ شاسعة مناسبة لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يجعلها منطقة مثالية لتوسيع البنية التحتية للطاقة المتجددة.
ويأمل الخبراء أن يُصبح نجاح مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال في بونتلاند نموذجًا يُحتذى به لتطبيق حلول الطاقة النظيفة في بقية مناطق شرق أفريقيا.
التحديات والاعتبارات
رغم الفوائد الكبيرة للمشروع، يواجه مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال بعض التحديات:
- الخبرة الفنية: تطوير نظام هجين يتطلب مهندسين وفنيين مؤهلين.
- اللوجستيات: نقل وتركيب المعدات في المناطق النائية قد يمثل تحديًا.
- الإدارة التشغيلية: صيانة النظام وتدريب الكوادر المحلية أمر أساسي لضمان استدامة المشروع.
آفاق مستقبلية للطاقة المتجددة في الصومال
يشير الاستثمار المستمر في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى رغبة الحكومة في بناء نظام طاقة مستدام ولامركزي.
من المتوقع أن يمهد مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال الطريق لمزيد من الاستثمارات في طاقة الرياح والشبكات الصغيرة، خصوصًا في المناطق الريفية، مما يعزز النمو الاقتصادي ويحسن مستوى المعيشة للسكان.
يمثل إطلاق المشروع الهجين للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في بونتلاند خطوة استراتيجية للصومال نحو مشروع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصومال، بدعم من البنك الدولي ومبادرات التنمية المستدامة.
تعرف المزيد: لماذا يخشى خبراء الاقتصاد من تأثير ثبات أسعار الفائدة الأميركية على الاقتصاد العالمي؟ إليك 5 أسباب رئيسية
تساهم هذه المبادرات في توسيع شبكة الكهرباء بشكل أكبر، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، مع خفض الانبعاثات الضارة، ما يفتح المجال أمام فرص جديدة للنمو الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، ويُبرز التزام الصومال ببناء مستقبل طاقة نظيف وآمن ومستدام.