مسارات تمكين المرأة وتوظيفها في الصومال، تشهد الصومال خلال العقد الأخير تحولًا تدريجيًا في تمكين المرأة، خاصة في مجالات التعليم، الصحة، وريادة الأعمال. ويعد برنامج راجو كعبة (Rajo Kaaba) أحد أبرز المبادرات الوطنية المدعومة من البنك الدولي، حيث أسهم في تغيير حياة آلاف الفتيات والنساء.
أبرز القصص من الهشاشة إلى الريادة
قصة إلهان علي عبدالله من الألم إلى الأمل

إلهان، الفتاة القادمة من بلدة سيلغولا الفقيرة في غالمودوغ، عايشت واقعًا قاسياً من الصراع والنزوح وغياب الخدمات الصحية. هذا الواقع دفعها لحلم بسيط لكنه كبير: أن تصبح ممرضة تخدم مجتمعها. نقاط التحول في قصة إلهان، حصلت على منحة من مشروع راجو كعبة ضمن أكثر من 3000 فتاة نلن منحًا للدراسة الجامعية في التمريض والقبالة والتعليم.
وفرت المنحة: تغطية الرسوم الدراسية. مواد تعليمية. شبكة دعم من مرشدين وأقران. اليوم تتلقى تدريبًا عمليًا في جامعة غالكايو الحديثة وتطمح لافتتاح مركز صحي تقوده النساء في بلدتها.
أهمية هذه القصة
إلهان تمثل جيلًا جديدًا من النساء الصوماليات اللواتي يتقدمن لمهن إنسانية أساسية، في بلد يعاني من نقص العاملين الصحيين خاصة في المناطق الريفية.
تأثير برنامج راجو كعبة على التعليم والتوظيف

إنجازات البرنامج:
2,700فتاة حصلن على تعليم جامعي أو فني. يستهدف البرنامج 40,000 امرأة وفتاة في مختلف الولايات لتلقي التدريب المهني والتقني (TVET).
يدعم مجالات: التمريض والقبالة، التعليم، الإدارة العامة، المهارات التقنية وريادة الأعمال، إذ هذا ما يعزز على مسارات تمكين المرأة وتوظيفها في الصومال.
هذا الاستثمار في التعليم يُعيد بناء رأس المال البشري الأنثوي في الصومال بعد سنوات طويلة من الهشاشة الاقتصادية.
كيف يساهم بناء القدرات في التنمية الاقتصادية للمرأة؟ (استنادًا للدراسة الأكاديمية)
الدراسة المنشورة في International Journal of Multidisciplinary Research and Growth Evaluation (2025) حللت العلاقة بين بناء قدرات النساء والتنمية الاقتصادية في منطقة بنادر.
أهم نتائج الدراسة:
هناك ارتباط إيجابي قوي بين بناء القدرات والتنمية الاقتصادية للمرأة: و مسارات تمكين المرأة وتوظيفها في الصومال
قيمة الارتباط: 0.787 (p < 0.01)، هذا يعني أن: زيادة جهود بناء القدرات بنسبة 100% تؤدي إلى تحسن في التنمية الاقتصادية للمرأة بنسبة 78.7%.
ما الذي يشمله بناء القدرات؟ التدريب المهني والمهارات التقنية. التمكين الاقتصادي والمالي. مهارات ريادة الأعمال. الوعي القانوني. التدريب على القيادة والمشاركة السياسية. تحسين مهارات التكنولوجيا والرقمنة.
لماذا يعتبر بناء القدرات أداة قوية في الصومال؟
لأنه يساهم في: تحسين الدخل. خلق فرص توظيف. تعزيز الثقة بالنفس. المشاركة في الأعمال الصغيرة والمتوسطة. تقليل الفقر داخل الأسر. تمكين المرأة من اتخاذ القرار.
التحديات التي ما زالت تواجه المرأة الصومالية
الدراسة والقصص الميدانية تشير إلى وجود تحديات منها:
العادات المجتمعية المقيدة لدور المرأة. محدودية الوصول إلى رأس المال. ضعف البنية التعليمية في الريف. انعدام الأمن. ضعف الخدمات الصحية والإنسانية. محدودية القدوة النسائية في بعض المناطق.
ومع ذلك، فإن البرامج الحديثة مثل راجو كعبة، وبرامج التدريب المهني، ودعم ريادة الأعمال تظهر تقدمًا ملحوظًا.
توصيات استراتيجية لتعزيز التمكين والتوظيف

بناءً على نتائج البحث وقصص فتيات مسارات تمكين المرأة وتوظيفها في الصومال:
تعزيز التعليم والتدريب: توسيع منح برامج مثل راجو كعبة. دعم التدريب المهني في مجالات عالية الطلب (الصحة، التعليم، التكنولوجيا).
تمكين اقتصادي مباشر: تحسين وصول النساء للتمويل الصغير. دعم مشاريع الأعمال المنزلية الصغيرة. تدريب النساء على التسويق الرقمي. تمكين اجتماعي ومؤسسي: بناء شبكات دعم وتوجيه للفتيات. حملات توعية لتغيير الصور النمطية. تعزيز مشاركة النساء في صنع القرار.
تطوير المهارات الرقمية:
برامج تدريب للفتيات في: التجارة الإلكترونية. البرمجة. التسويق عبر الإنترنت. كون التكنولوجيا أصبحت فرصة جديدة للنساء في بيئات هشة.
لمعرفة المزيد: أطفال الصومال أولاً: رؤية اليونيسف للاستجابة الإنسانية 2026
الخلاصة
تظهر التجربة الصومالية أن تمكين المرأة ليس شعارًا بل عملية عملية ترتكز على التعليم، التدريب، والدعم المؤسسي. قصص مثل إلهان تثبت أن الاستثمار في الفتيات يعيد بناء مجتمعات بأكملها. كما تؤكد الدراسة أن بناء القدرات هو محرّك اقتصادي فعّال قادر على: تقليل الفقر، تعزيز الدخل، خلق فرص عمل، وتحقيق تنمية مستدامة على مستوى الأسرة والمجتمع والدولة.
