أثارت قضية مبعوث أرض الصومال في جيبوتي، عبد الفتاح علمي محمد، جدلاً واسعًا بعد أن أعلنت لجنة أمن إقليم أودال أن محاولتي الاغتيال اللتين ادعى تعرضه لهما لم تكونا سوى جروح ذاتية. التحقيقات أوضحت أن الرجل أطلق النار على نفسه مرتين، إحداهما داخل فمه، في حوادث هزّت الرأي العام المحلي.
الرواية الرسمية: إطلاق نار من داخل المنزل
بحسب العقيد محمد عبد الله موسى، رئيس إدارة التحقيقات الجنائية في أودال، فإن الأدلة الباليستية والجنائية تؤكد أن السلاح المستخدم كان مسدسًا صغيرًا تركي الصنع وُجد في منزل مبعوث أرض الصومال في جيبوتي. الفحوصات الطبية أشارت بدورها إلى أن الإصابات تتوافق مع إطلاق نار داخلي، وليس نتيجة هجوم خارجي كما صور المسؤول نفسه.
تباين بين نتائج التحقيق وإنكار المبعوث
في المقابل، ظهر بيان منسوب إلى مبعوث أرض الصومال في جيبوتي على وسائل التواصل الاجتماعي، ينفي فيه تمامًا فكرة الانتحار أو إصابة نفسه عمدًا. وأكد أن ما جرى هو جزء من “مؤامرة لإسكاته وتشويه سمعته”، مضيفًا: “إذا حدث لي شيء، فأنا لست شخصًا قد ينتحر”.
الزاوية الدينية والنفسية: جدل جديد
القضية أخذت منحى آخر بعدما شدد مبعوث أرض الصومال في جيبوتي في رسالته على أن الانتحار يتعارض مع مبادئه الإسلامية وقناعاته الشخصية، بينما أشارت السلطات إلى العثور على أدوية خاصة بعلاج اضطرابات نفسية في منزله، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول حالته الصحية وتأثيرها على سلوكه.
أزمة ثقة داخل الدبلوماسية الصومالية
هذه القضية تثير علامات استفهام حول أداء البعثات الدبلوماسية، خصوصًا أن شخصية مثل مبعوث أرض الصومال في جيبوتي تمثل صورة الإقليم خارجيًا. فهل تكشف هذه الحادثة عن أزمة أعمق في اختيار الممثلين الدبلوماسيين وإدارة ملفاتهم الحساسة؟
مؤامرة سياسية حقًا أم تصرف فردي مزعوم؟
بينما يرى بعض المحللين أن القضية قد تكون مرتبطة بصراعات داخلية في أرض الصومال، يشير آخرون إلى أنها مجرد تصرف فردي من مبعوث أرض الصومال في جيبوتي، لا ينبغي تحميله أبعادًا سياسية أكبر من حجمها. إلا أن غموض الدافع ما زال يترك مساحة للتأويل والجدل.
الرأي العام في حالة صدمة ممزوجة بالسخرية
أثارت القصة ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي؛ فبينما عبّر البعض عن صدمتهم من تصرفات مبعوث أرض الصومال في جيبوتي، تعامل آخرون مع الحادثة بسخرية، معتبرين أنها تكشف هشاشة المشهد السياسي والدبلوماسي في المنطقة.
تعرف المزيد: عودة المدارس في الصومال 2025/2026: أسبوعان بين الأمل والتحديات اليومية
مستقبل غامض للمبعوث بعد الفضيحة
لا يزال مصير مبعوث أرض الصومال في جيبوتي مجهولًا، إذ لم توضح السلطات ما إذا كان سيُعفى من منصبه أو يواجه إجراءات قانونية. لكن المؤكد أن هذه القضية ستترك أثرًا سلبيًا على سمعته الدبلوماسية ومستقبله السياسي.