شهد البيت الأبيض، الاثنين 18 أغسطس 2025، اجتماعًا موسعًا شارك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب عدد من القادة الأوروبيين بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس. وقد تصدر ملف الحرب الروسية الأوكرانية أجندة النقاش، وسط دعوات واضحة إلى تشديد العقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا إذا فشلت مساعي السلام.
ماكرون: العقوبات خيار مطروح إذا فشلت الدبلوماسية

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن المفاوضات المرتقبة بين موسكو وكييف ستكون اختبارًا حقيقيًا، محذرًا من أنه في حال رفضت روسيا الانخراط بجدية في عملية السلام، فإن أوروبا والولايات المتحدة متحدون على ضرورة تشديد العقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا. وأوضح ماكرون أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تراعي الضمانات الأمنية للقارة الأوروبية بأكملها، مشيرًا إلى أن أمن أوكرانيا هو جزء لا يتجزأ من أمن أوروبا.
الموقف الألماني: وقف إطلاق النار شرط أساسي

من جانبه، شدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على ضرورة التوصل أولًا إلى وقف إطلاق نار شامل قبل الدخول في مفاوضات سلام، مؤكدًا أن أي اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي لا يمكن أن ينجح من دون ذلك. وأشاد ميرتس بنتائج قمة واشنطن، معتبرًا أنها تخطت توقعاته وأعطت دفعة جديدة لمسار مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا 2025.
دور أوروبا والضمانات الأمنية لأوكرانيا
يرى مراقبون أن أوروبا تسعى لتثبيت حضورها في أي اتفاق مستقبلي، خصوصًا فيما يتعلق بالضمانات الأمنية. وتشير التقديرات إلى أن توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب قد يشكل مخرجًا يرضي الغرب ويحترم في الوقت نفسه بعض الخطوط الحمراء الروسية، إذا لم تصل كييف إلى عضوية كاملة في الناتو.
وحدة عبر الأطلسي تحت الاختبار

القمة الأخيرة عكست بوضوح موقف ألمانيا وفرنسا من الحرب في أوكرانيا، حيث أظهرت برلين وباريس تقاربًا في المواقف مع واشنطن بشأن الضغط على موسكو، مع التشديد على أهمية الحلول الدبلوماسية. لكن المحللين يحذرون من أن الفشل في تحقيق تقدم ملموس قد يؤدي إلى تصدع التحالف الغربي. وفي هذا السياق، عاد الحديث مجددًا عن خيار تشديد العقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا كأداة ردع أساسية.
تعرف اامزيد: البرازيل: مخطط الاستيطان الإسرائيلي إي 1 يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية
واشنطن مركز الثقل في معركة أوكرانيا
اختتام الاجتماعات في العاصمة الأميركية أكد أن قمة واشنطن لدعم أوكرانيا ضد روسيا ستكون نقطة محورية في رسم ملامح المرحلة المقبلة. ورغم الغموض بشأن حجم التزامات الولايات المتحدة، إلا أن الرسالة التي خرجت من البيت الأبيض بدت واضحة: الغرب مستعد لمواصلة الضغط على موسكو، ولن يتردد في تشديد العقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا إذا فشلت المفاوضات.