في خطوة جديدة تعكس تصعيدًا حاسمًا في معركة الصومال ضد التطرف المسلح، أعلن وزير الدفاع الصومالي أن الاستعدادات جارية على قدم وساق لاستعادة المناطق القليلة المتبقية التي ما زالت تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية، وذلك بالتنسيق الكامل بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش الوطني.
أشاد الوزير، في تصريحاته الرسمية التي نقلتها وكالة الأنباء الوطنية الصومالية، بالنجاحات العسكرية الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة الصومالية، خاصة في إقليم هيران، حيث تم القضاء على عناصر قيادية من الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة. هذه العمليات تمت بدعم من قوات المقاومة المحلية، التي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار في مناطق النزاع.
حالة انهيار داخل صفوف الميليشيات الإرهابية
وأشار وزير الدفاع إلى أن الميليشيات الإرهابية في الصومال تمر بحالة من الارتباك واليأس نتيجة الضغط العسكري المتزايد. وأكد أن هناك العديد من العناصر تحاول الهروب من ميادين القتال، في مؤشر واضح على تآكل البنية التنظيمية لهذه الجماعات المتطرفة تحت وطأة الهجمات المكثفة والمباغتة التي تنفذها القوات الحكومية بالتعاون مع الأهالي.
استراتيجيات استعادة السيطرة
يأتي هذا التصريح في وقت تواصل فيه الحكومة الصومالية تعزيز استراتيجيتها الأمنية، التي تهدف إلى استعادة كافة الأراضي من قبضة الجماعات المسلحة. وتعتمد هذه الخطة على التكامل بين الجهود العسكرية والدعم الشعبي، مع توسيع نطاق العمليات إلى المناطق المتبقية التي تُعد جيوبًا صغيرة لكن مؤثرة لوجود الميليشيات.
تشير التطورات الأخيرة إلى أن الصومال في طريقه لتحقيق تحول نوعي في المعركة ضد الإرهاب. فمع تقلّص المساحات التي تسيطر عليها الميليشيات، والتقدم المستمر للقوات الحكومية، يبدو أن استراتيجية “الضغط المركّز” تؤتي ثمارها تدريجيًا. غير أن التحدي الأكبر لا يزال يكمن في تأمين المناطق المحررة ومنع عودة الجماعات المتطرفة إليها.
في ظل الظروف الأمنية المعقدة، يبقى تعزيز التعاون بين الحكومة الصومالية والمجتمع الدولي ضروريًا لضمان استدامة هذه الإنجازات. كما أن دعم المجتمع المحلي، خاصة في المناطق المحررة، سيكون عاملًا حاسمًا في تثبيت الاستقرار، ومنع الميليشيات الإرهابية في الصومال من استغلال الفجوات الأمنية أو المجتمعية للعودة من جديد.
تعرف المزيد على: خدمة الحجاج لعام 2025.. الصومال تحتل المرتبة الرابعة عالميًا