أعادت قضية اغتصاب قردو الجدل مجددًا حول جرائم العنف الجنسي في الصومال، بعد أن أعلنت السلطات الفيدرالية، بالتعاون مع الإنتربول، اعتقال المدير السابق لمستشفى قردو، جامع عبدي محمود، بتهم تتعلق بالاغتصاب وتسجيل ونشر محتوى غير لائق لضحايا في المدينة الواقعة شمال شرقي البلاد.
تعاون أمني غير مسبوق

أكد مكتب النائب العام أن العملية تمت بدعم من الحكومة الرواندية والإنتربول، في خطوة تعكس جدية الحكومة الصومالية في ملاحقة المتهمين في قضية اغتصاب قردو، التي أثارت صدمة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ودفعت ناشطين إلى المطالبة بتحقيقات شفافة وعلنية.
التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة
أوضحت النيابة العامة أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط المشتبه به في أعمال اغتصاب متعددة داخل المستشفى الذي كان يديره، إضافة إلى تصوير ونشر مقاطع غير أخلاقية. هذه التفاصيل أعادت تسليط الضوء على ضعف الرقابة في المؤسسات الطبية ودور المجتمع في حماية الضحايا ضمن سياق قضية اغتصاب قردو.
المتهم أمام العدالة قريبًا

من المقرر، بحسب النائب العام، إحالة المتهم إلى المحكمة المختصة خلال الأيام القادمة، بينما يواجه مشتبه به آخر، تم احتجازه في جاروي، تحقيقات متواصلة. ويرى مراقبون أن إحالة المتهمين إلى العدالة تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى استقلال القضاء الصومالي في التعامل مع قضية اغتصاب قردو.
أصوات الضحايا تطالب بالإنصاف
أعربت منظمات نسوية وحقوقية عن دعمها الكامل للضحايا، داعية إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهن، مؤكدات أن قضية اغتصاب قردو لا يجب أن تُغلق دون إصلاحات أوسع تشمل القوانين الخاصة بحماية النساء والأطفال من العنف الجنسي.
قضية تتجاوز الجغرافيا

ورغم أن الجريمة وقعت في منطقة بونتلاند شبه المستقلة، إلا أن الحكومة الفيدرالية أكدت التزامها بمتابعة قضية اغتصاب قردو على المستوى الوطني، ما يفتح النقاش حول صلاحيات المؤسسات القضائية بين مقديشو وجاروي، وأهمية توحيد الجهود القانونية.
غضب شعبي ومطالب بالتغيير
شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة من الغضب والتضامن مع الضحايا، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن صدمتهم من تفاصيل قضية اغتصاب قردو، معتبرين أنها تكشف عن ثقافة صمت طويلة تجاه جرائم العنف الجنسي، وداعين إلى كسرها عبر تشريعات وحملات توعية مجتمعية.
دور الإعلام في كشف الحقيقة

لعبت وسائل الإعلام المحلية دورًا مهمًا في متابعة تطورات قضية اغتصاب قردو، مع التركيز على ضرورة الالتزام بأخلاقيات النشر وحماية خصوصية الضحايا، في وقت يواجه فيه الصحفيون تحديات في تغطية قضايا حساسة تمس البنية الاجتماعية والثقافية للبلاد.
تعرف المزيد: 6 حقائق تكشف خرافة “هرمون الكورتيزول”: من علم الغدد إلى سوق الوهم الرقمي
نقطة تحول في وعي المجتمع
يأمل كثيرون أن تكون قضية اغتصاب قردو بداية لتحرك وطني جاد ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأن تسهم في بناء منظومة عدالة أكثر شفافية وإنصافًا للنساء في الصومال، حيث ما تزال القضايا المشابهة تعاني من الإهمال والوصم المجتمعي.