الهجرة غير النظامية، أعيد اليوم أكثر من 100 مهاجر صومالي من ليبيا ضمن رحلة إنسانية أنهت شهورًا من الاحتجاز والاستغلال على أيدي المهربين وشبكات الاتجار بالبشر. ووصل إجمالي العائدين إلى 165 مهاجرًا، هبطت رحلتهم أولًا في مطار إيغال الدولي بهرجيسا حيث نزل 13 شخصًا، ثم واصلت الطائرة طريقها إلى مقديشو لنقل بقية المجموعة.
هذه العملية تأتي ضمن برنامج مدعوم من الاتحاد الأوروبي، يركز على حماية المهاجرين الذين وقعوا ضحية الهجرة غير النظامية، ويعمل على إعادتهم إلى أوطانهم بطريقة آمنة ومنظمة.
شباب وقُصّر.. الفئة الأكثر عرضة للخطر

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، ضمّت الرحلة 27 قاصرًا، بينما كان معظم العائدين من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا وهم الفئة الأكثر اندفاعًا نحو الهجرة غير النظامية نتيجة البحث عن فرص عمل أو الهروب من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الدعم المقدم للعائدين عند الوصول
فور وصولهم إلى مقديشو وهرجيسا، حصل المهاجرون على:
- سكن مؤقت
- دعم طبي ونفسي
- مواصلات إضافية
- شرائح اتصال وهواتف للتواصل مع عائلاتهم
الهدف من هذا الدعم هو تسهيل إعادة الاندماج ومنعهم من التفكير مجددًا في الهجرة غير النظامية.
عودة طوعية تعتمد على الموافقة الكاملة

أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن جميع عمليات العودة تمت طوعًا وبموافقة مستنيرة، بعد تقديم جلسات توعية تشرح المخاطر الحقيقية لطريق الهجرة غير النظامية، وما يمكن أن يؤدي إليه من عنف واستغلال وربما فقدان الحياة.
تصريحات حكومية: وعي الشباب يتزايد
قالت ماريان ياسين، المبعوثة الخاصة للرئيس الصومالي لشؤون الهجرة وحقوق الطفل، إن تزايد أعداد العائدين يعكس ارتفاع مستوى الوعي بين الشباب بمخاطر الهجرة غير النظامية.
وأضافت:
“يشرفني اليوم أن أرحب بالمهاجرين الذين اختاروا العودة إلى وطنهم. وعي الشباب اليوم أكبر من أي وقت مضى، وكثير منهم بات يدرك أن طرق الهجرة غير النظامية لا تقود إلى مستقبل آمن.”
شهادات مؤلمة من داخل مراكز الاحتجاز الليبية

روت العائدة أحلام عبد الكريم جانبًا من الظروف الصعبة في ليبيا:
“كنا نعيش في سجن قاسٍ للغاية. كثير من الشباب تعرضوا للضرب، وبعضهم مات أمام أعيننا. أنا سعيدة فقط بعودتي إلى بلدي.”
هذه الشهادات تسلط الضوء على حجم المعاناة التي يواجهها من يسلك طريق الهجرة غير النظامية عبر ليبيا.
المتوسط الأوسط.. الطريق الأخطر في العالم

حذّرت المنظمة الدولية للهجرة من أن طريق وسط البحر المتوسط ما يزال من أخطر ممرات الهجرة غير النظامية عالميًا، حيث تكرر حوادث انقلاب القوارب والعنف والتعذيب والاستغلال.
وأشارت لواقعة مؤلمة راح ضحيتها 42 شخصًا قبالة السواحل الليبية، بينهم 8 صوماليين.
أرقام رسمية: آلاف ما زالوا عالقين
تشير مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة إلى وجود أكثر من 1400 مهاجر صومالي عالقين في ليبيا حتى أبريل 2025، بينهم من يعاني من نقص الغذاء والرعاية الصحية والمأوى، وهو ما يجعلهم عرضة أكبر لشبكات الهجرة غير النظامية.
برامج دعم وإعادة إدماج امتد لسنوات

من خلال برنامج حماية المهاجرين الممول من الاتحاد الأوروبي، دعمت المنظمة الدولية للهجرة عودة 1394 مهاجرًا صوماليًا منذ أغسطس 2022، بينهم 215 امرأة، بينما حصل 929 منهم على دعم لإعادة الاندماج داخل الصومال.
تعرف المزيد: هجوم حركة الشباب يودي بحياة ضباط كينيين قرب الحدود الصومالية
نداء إلى الشباب: ابحثوا عن بدائل آمنة
دعت السلطات الصومالية الشباب إلى تجنب الهجرة غير النظامية والبحث عن مسارات قانونية وآمنة توفر فرصًا حقيقية دون تعريض حياتهم للخطر.
