شهد مطار عدنان عدي الدولي في مقديشو مساء أمس استقبال 148 مواطناً صومالياً عادوا إلى البلاد بعد فترة من الاحتجاز والمعاناة في اليمن، في خطوة جديدة ضمن جهود الحكومة لتعزيز عودة الصوماليين من اليمن وضمان سلامتهم وكرامتهم.
استقبال رسمي وترحيب حكومي بالعائدين

رحّب وزير الخارجية والتعاون الدولي، عبد السلام عبدي علي، بالعائدين في المطار، مؤكداً أن الحكومة الصومالية تضع حماية مواطنيها في الخارج ضمن أولوياتها.
وقال الوزير في تصريحاته:
“يسعدنا أن نرى أبناءنا العائدين سالمين وبصحة جيدة. إن هذه العملية تؤكد أهمية وجود مسارات آمنة للراغبين في العودة إلى وطنهم.”
وأشار عبد السلام إلى أن عودة الصوماليين من اليمن ليست مجرد رحلة نقل، بل هي استعادة للأمل والكرامة بعد سنوات من الغربة والظروف الصعبة.
دروس من التجربة: البحث عن الأمان لا يكون دائماً في الخارج

وأضاف الوزير أن العديد من العائدين أدركوا أن الفرص التي سعوا وراءها في الخارج لم تتحقق كما كانوا يأملون، مشيراً إلى أن عودتهم إلى البلاد تعكس رغبتهم في البدء من جديد والمساهمة في بناء وطنهم.
وأوضح قائلاً:
“ما رأيناه اليوم يثبت أن الكثيرين لم يجدوا في الخارج ما كانوا يبحثون عنه، وأن الوطن يظل الملاذ الآمن مهما كانت الصعوبات.”
تعاون دولي لتنظيم عمليات الإعادة إلى الوطن

تم تنفيذ عملية عودة الصوماليين من اليمن بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، حيث أشرفت الوكالة الوطنية للاجئين على استقبال العائدين وتوفير المأوى المؤقت والطعام والمساعدة الطبية لهم.
وتعد هذه العملية جزءاً من برنامج أوسع لإعادة دمج العائدين في مجتمعاتهم المحلية بطريقة مستدامة وإنسانية.
رحلات إضافية وخطط لمواصلة الإعادة الآمنة

أكد وزير الخارجية أن الحكومة الصومالية تخطط لتسيير خمس رحلات إضافية خلال الفترة المقبلة، في إطار الجهود المستمرة لتأمين عودة الصوماليين من اليمن ودول أخرى في المنطقة.
وأشار إلى أن نحو 400 شاب صومالي ما زالوا محتجزين في مناطق مختلفة من أفريقيا، مضيفاً أن الحكومة تعمل على إطلاق سراحهم وضمان عودتهم الآمنة إلى البلاد.
لمعرفة المزيد: حقوق الإنسان في الصومال: 32 عامًا من الرقابة تنتهي باستعادة السيادة الوطنية
التزام وطني بدعم العائدين وإعادة دمجهم
أكدت الحكومة الصومالية مجدداً التزامها الكامل بتوفير الدعم اللازم للعائدين، بما في ذلك برامج التدريب وفرص العمل، لمساعدتهم على بدء حياة جديدة بعد عودة الصوماليين من اليمن.
وشدد الوزير على أن إعادة دمجهم في المجتمع تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار والتنمية داخل البلاد.