في مشهد تاريخي طال انتظاره، شهدت العاصمة مقديشو اليوم بداية مرحلة جديدة قد تُعيد رسم ملامح الحكم المحلي في الصومال، مع انطلاق عملية تسجيل الناخبين في عدد من مديريات محافظة بنادر. وسط حماس شعبي ملحوظ، بدأ المواطنون الاصطفاف منذ الصباح الباكر، على أمل المشاركة في صنع مستقبل أكثر ديمقراطية واستقرارًا.
تفاصيل عملية تسجيل الناخبين في مقديشو
انطلقت صباح السبت عملية تسجيل الناخبين في مقديشو في ست مديريات رئيسية من محافظة بنادر، وهي: هودن، هُلوداغ، كاران، ياقشيد، ورطنبدا، وهيلوا.
ويأتي هذا التحرك تمهيدًا لإجراء انتخابات المجالس المحلية المقررة في شهر يونيو المقبل، والتي تُعد أول انتخابات من نوعها بنظام “صوت واحد لكل شخص” منذ أكثر من خمسين عاماً.
شهدت مراكز التسجيل في المديريات الستة توافد المئات من المواطنين منذ ساعات الصباح الباكر، حيث اصطفوا في طوابير طويلة أمام المراكز، وسط أجواء من الترقب والأمل.
دعوات رسمية وتحفيز للمشاركة الشعبية
دعا رؤساء المديريات جميع السكان إلى التوجه فورًا إلى مراكز عملية تسجيل الناخبين في مقديشو، واصفين هذه الخطوة بأنها “فرصة تاريخية” يجب اغتنامها لإحداث التغيير واختيار ممثليهم المحليين عبر صناديق الاقتراع.
وأكّد المسؤولون أن عملية تسجيل الناخبين في مقديشو مستمرة منذ انطلاقها في 15 أبريل الجاري في 13 مديرية من مديريات محافظة بنادر، مع الإشارة إلى أنها تجري وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة العملية الانتخابية.
أهمية الانتخابات المحلية وأبعادها المستقبلية
تُعد هذه عملية تسجيل الناخبين في مقديشو، التي تسير بخطى ثابتة، مؤشرًا حقيقيًا على تطلعات الصوماليين نحو بناء نظام ديمقراطي قوي يشمل الجميع.
فبعد عقود من الصراعات السياسية والانقسامات الداخلية، تلوح في الأفق بوادر تغيير حقيقي مع بدء إشراك المواطنين في اختيار ممثليهم على مستوى القاعدة.
يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها بداية لمرحلة جديدة قوامها مشاركة مجتمعية فاعلة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والمساءلة، وهو ما قد يُحدث تحولًا جذريًا في شكل العلاقة بين المواطن والحكومة المحلية.
تحديات المرحلة القادمة
رغم هذا التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات عدة تعترض طريق إكمال العملية الانتخابية بنجاح، من بينها:
- استمرار التهديدات الأمنية من قبل الجماعات المسلحة مثل “حركة الشباب”.
- بعض الانتقادات من قوى المعارضة السياسية التي تطالب بضمانات أوفى لتحقيق الشفافية.
- الحاجة إلى توسيع نطاق التوعية الانتخابية لضمان مشاركة كافة شرائح المجتمع، خاصة الشباب والنساء.
ورغم هذه التحديات، تؤكد الحكومة الفيدرالية التزامها الكامل بتأمين العملية وضمان شفافيتها، مع تعزيز مشاركة كافة فئات المجتمع.
تشهد مقديشو اليوم لحظة فارقة في تاريخها السياسي الحديث، مع انطلاق تسجيل الناخبين في 6 مديريات رئيسية، تمهيدًا لأول انتخابات محلية بنظام ديمقراطي شامل. وبين الآمال المعقودة على هذه الخطوة التاريخية، والتحديات الأمنية والسياسية القائمة، يبدو أن العاصمة الصومالية تقف على أعتاب مرحلة جديدة قد تحمل في طياتها بداية عهد مختلف أكثر ديمقراطية واستقرارًا.
تعرف المزيد على: الجيش الصومالي يقضي على 21 إرهابياً من حركة الشباب في إقليم شبيلي السفلى