عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع، انطلاقة قوية وتوقعات مفرطة، مع بداية 2025، بدت التوقعات متفائلة إلى حد بعيد. فقد رجّح محللون وبنوك عالمية أن يبلغ متوسط سعر البتكوين بنهاية العام نحو 145 ألف دولار، فيما ذهب البعض إلى توقعات أكثر جرأة بوصوله إلى 250 ألف دولار، مدعوماً بتدفقات مؤسسية وتوسع صناديق الـETF. وفي الأسابيع الأولى من العام، بدا أن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع يسير فعلاً نحو تحقيق هذه الرهانات، إذ اقتربت البتكوين من 100 ألف دولار قبل أن تتجاوز هذا الحاجز في يناير.
تقلبات حادة تكبح الزخم

لم يدم الزخم طويلاً. ففي فبراير ومارس، تراجعت البتكوين إلى متوسطات شهرية بين 82 و85 ألف دولار، لتدخل السوق في مرحلة تذبذب حاد. وعلى الرغم من عودة النشاط في يوليو، عندما تداولت العملة فوق 115 ألف دولار، إلا أن هذه الحركة أكدت أن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع يتسم بعدم الاستقرار، حيث كانت المكاسب تُقابل سريعاً بموجات جني أرباح.
ذروة خريفية ثم هبوط واسع
في أكتوبر، سجلت البتكوين قمماً تاريخية جديدة عند مستويات قاربت 126 ألف دولار في بعض الجلسات، ما أعاد التفاؤل مؤقتاً. غير أن السوق سرعان ما دخل في موجة تصحيح واسعة خلال نوفمبر وديسمبر، لتهبط الأسعار إلى ما دون 90 ألف دولار. وهنا برز بوضوح أن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع لم يمنح المستثمرين المسار الصاعد السلس الذي كانوا ينتظرونه.
أداء العملات البديلة وهيمنة البتكوين
لم تقتصر تحركات 2025 على البتكوين وحدها، إذ شهدت الإيثريوم وXRP وغيرها نشاطاً ملحوظاً، خاصة المشاريع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتمويل اللامركزي. لكن مع تراجع البتكوين، التي استحوذت على نحو 59 في المئة من القيمة السوقية، تراجعت معظم العملات الأخرى، ما عزز صورة عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع كسوق تقوده العملة الأم بكل ثقله.
عام التحول التنظيمي

بعيداً عن الأسعار، حمل 2025 تحولات تنظيمية وُصفت بالاستراتيجية. فقد شهدت الولايات المتحدة وأوروبا زخماً تشريعياً غير مسبوق، ركز على حماية المستثمرين وتنظيم العملات المستقرة. وأكد هذا المسار أن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع كان في جوهره عاماً لتأسيس القواعد لا لتحقيق الطفرات السعرية.
الاحتياطي الاستراتيجي والتشريعات الأميركية
في مارس 2025، أصدرت إدارة ترامب أمراً تنفيذياً بإنشاء احتياطي استراتيجي من البتكوين وأصول رقمية أخرى، في خطوة عدّها كثيرون تحولاً نوعياً في موقف واشنطن. كما طُرحت تشريعات مثل GENIUS Act لتنظيم العملات المستقرة، وCLARITY Act لتحديد الجهة الرقابية المختصة. ورغم الأثر النفسي الإيجابي، بقي عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع خاضعاً لضغوط الاقتصاد الكلي أكثر من تأثير هذه القوانين.
أوروبا وتطبيق MiCA
أوروبياً، دخل إطار MiCA حيز التنفيذ التدريجي، مع فرض متطلبات ترخيص وإشراف صارمة على مزودي خدمات الأصول الرقمية. وأسهم ذلك في تعزيز الشفافية والاستقرار على المدى الطويل، مؤكداً مجدداً أن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع كان محطة إعداد لمرحلة أكثر نضجاً في المستقبل.
اختراقات قياسية تهز الثقة

إلى جانب التنظيم، كان 2025 عاماً استثنائياً في حجم الاختراقات الأمنية. فقدرت شركة Chainalysis الخسائر الناتجة عن القرصنة بنحو 3.4 مليارات دولار، وهو رقم قياسي تاريخي. هذه التطورات عززت الشعور بأن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع كشف هشاشة البنية الأمنية رغم التقدم التقني.
قصور التوقعات ونظرة إلى 2026
يرى خبراء أن النماذج التنبؤية فشلت في احتساب مخاطر الاقتصاد الكلي وسرعة انسحاب السيولة المؤسسية. ورغم أن القيمة السوقية للقطاع تجاوزت 3.5 تريليونات دولار في ذروة 2025، فإن غياب التدفقات المستدامة حدّ من الصعود. ومع التطلع إلى المستقبل، يبدو أن عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع يمهد لعام 2026 مختلف، تُرجّح فيه سيناريوهات أكثر نضجاً، مع نطاق سعري متوقع للبتكوين بين 140 و180 ألف دولار إذا استقرت العوامل التنظيمية والاقتصادية.
لمعرفة المزيد: لماذا تتراجع الهجرة العمالية عالميا رغم عطش الاقتصاد للمهارات؟
صورة خاتمة عام العملات المشفرة بين الوعود الكبرى واختبار الواقع
بهذا المعنى، لم يكن 2025 عاماً للفورة الكبرى، بل اختباراً حقيقياً لقدرة سوق الكريبتو على الصمود، وإعادة التموضع، وبناء أسس أكثر صلابة للمرحلة المقبلة.
