في الوقت الذي تتصاعد فيه التحديات الأمنية والسياسية في البلاد، يظهر مؤتمر مقديشو الأخير كمشهد مثير للجدل، تفتقر نتائجه إلى التوافق الوطني. تقريرنا هذا يتناول خلفيات المؤتمر، ويثبت أن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية حقيقية، بل قد تُكرّس الانقسام الداخلي بدلًا من معالجته.
انعقد مؤتمر سياسي في مقديشو حضره قادة من الحكومة الفيدرالية، وولايات جنوب غرب، غلمدغ، هيرشبيلي، بنادر، والإدارة الجديدة SSC-خاتمة. لكن غابت عن المشهد بونتلاند وجوبالاند، وهما من أكبر ولايات البلاد، في مشهد يُكرس الانقسام ويؤكد أن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية.
بونتلاند وجوبالاند: المقاطعة موقف
رفضت بونتلاند شرعية المجلس الاستشاري الوطني، ووصفته بأنه غير دستوري. أما جوبالاند، فانسحبت من الحوار بعد اتهامات لفيلا صوماليا بمحاولة تمديد ولاية رئيسها، مما أضعف مصداقية المؤتمر.
مؤتمر بلا شرعية كاملة
أُدرجت إدارات محلية غير منتخبة، فيما تم تهميش كيانات فيدرالية أصيلة. الأمر الذي يجعل من المؤتمر شكلاً بلا مضمون، ويُعيد التأكيد على أن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية وإنما مجرد ترتيبات إعلامية.
في توقيت المؤتمر، كانت حركة الشباب تُحقق مكاسب ميدانية في شبيلي الوسطى، بينما البرلمان يشهد صراعات على رئاسة مجلس الشيوخ، مما يُعزز من هشاشة الوضع العام ويُضعف أي نتائج مرتقبة من المؤتمر.
إدماج أم استغلال؟
رغم الترحيب الشعبي بإدماج إدارة SSC، إلا أن استخدامها كأداة ضغط على بونتلاند يهدد بتفجير الصراعات القبلية، ويؤكد أن الأهداف ليست وحدة وطنية بقدر ما هي تحركات تكتيكية.
المجتمع الدولي لم يعتبر المؤتمر حوارًا شاملًا، بل مجرد مناورة سياسية. وقد دعا مرارًا إلى مؤتمر جامع يضم كل الأطراف، لا حدثًا محدود التمثيل تؤكد مجرياته أن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية فعلية.
نوايا تعديل الدستور تزيد التوتر
تسرّبت تقارير بأن الحكومة تخطط لإطلاق حزب سياسي جديد من داخل المؤتمر، بهدف تمرير تعديلات دستورية مثيرة للجدل. هذه الخطوة تُعمّق الانقسام ولا تُعالج الأزمة.
شارك في المؤتمر رؤساء ولايات منتهية ولايتهم، مما يُفقدهم الصفة التمثيلية الحقيقية، ويحوّل النقاش إلى ترتيبات داخلية لا تعبّر عن الإرادة الشعبية.
المشهد يعكس غياب الثقة بين الفاعلين السياسيين، ويُنبئ بتصاعد خطاب الانفصال في بعض الولايات، خصوصًا في ظل ضعف المركز وعدم وضوح آلية توزيع السلطات.
في ظل تسارع الأحداث السياسية، لم يحمل المؤتمر أي نقاش فعلي حول مطالب الشعب الصومالي في الأمن، الخدمات، أو معالجة البطالة. تغييب المجتمع المدني ومنظمات الشباب والنساء عن طاولة النقاش يعكس أن ما جرى لم يكن أكثر من تنسيق شكلي. وهو ما يعزز الفكرة الأساسية بأن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية بل مجرّد ترويج سياسي.
لم توجه الحكومة دعوات رسمية لقوى المعارضة أو الأحزاب الفاعلة سياسيًا، كما لم يُعلن عن أي مشاورات تمهيدية قبل انعقاد المؤتمر. هذا الأسلوب الأحادي يُعيد إنتاج الانقسامات، ويُكرّس رواية أن الوحدة الوطنية ليست هدفًا فعليًا، بل مجرد خلفية لصورة مُعدّة بعناية. مرة أخرى، صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية.
بينما احتفت وسائل الإعلام الحكومية بـ”الوحدة والنجاح”، كانت وسائل الإعلام المستقلة تُغطي المقاطعات والخلافات العلنية بين الولايات. هذا التباين الصارخ بين الصورة الإعلامية والواقع السياسي يُوضح مدى هشاشة الخطاب الرسمي، ويؤكد أن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية بل أداة سياسية مؤقتة.
نداء عاجل للحوار الشامل
إذا أراد الصومال الخروج من أزماته المزمنة، فعليه أن يُنظّم حوارًا وطنيًا شاملاً تشارك فيه كل الولايات والفاعلين السياسيين والمجتمع المدني. فالحلول الحقيقية لا تُبنى على صور مُعدّة مسبقًا، بل على تفاهمات واقعية. وبخلاف ذلك، ستبقى صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية بل شعارًا لتجميل أزمة سياسية مركبة.
صورة جماعية أم وحدة وطنية؟
الصورة الجماعية التي التُقطت في المؤتمر لا تُعبّر عن وحدة حقيقية، وإنما عن اتفاق بين أطراف محدودة. فـ صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية، بل وهم سياسي مؤقت سرعان ما يتلاشى أمام أول اختبار فعلي.
رغم أهمية الحوار السياسي، إلا أن تغييب الأطراف الرئيسية، وغياب الشفافية، واستخدام الأحداث كورقة ضغط سياسي، يُظهر أن صورة مُعدّة ليست وحدة صومالية، بل مجرد مشهد إعلامي لتجميل أزمة أعمق. إن الطريق نحو الوحدة يتطلب شمولًا حقيقيًا، لا مسرحيات سياسية تُقصي ولايات وتُسكت أخرى.
تعرف المزيد على: كيف تعزز أمريكا القدرات الطبية العسكرية في الصومال؟ مشروع هندسي يكشف الإجابة