أصدر مجلس القبائل والعشائر السورية بيانًا فجر اليوم الجمعة، 18 يوليو/تموز، أعلن فيه النفير العام في صفوف أبناء العشائر، داعيًا إلى التوجه فورًا إلى محافظة السويداء جنوب البلاد، لمواجهة صراع السويداء ضد من وصفهم بالعصابات الخارجة عن القانون.
مجلس القبائل والعشائر السورية يدعو للنفير العام
دعا المجلس، جميع أبناء القبائل والعشائر السورية إلى الانضمام لتحرك شعبي كبير بهدف ما سماه “استرداد الكرامة” و”تحرير الأسرى”.
وشدد البيان على ضرورة وقف ما وصفه بالإجرام الممنهج ضد البدو والعشائر، خاصة النساء وكبار السن والأطفال في السويداء.
حمّل البيان جماعات محلية في السويداء مسؤولية ما قال إنه احتجاز للمدنيين وانتهاكات بحق أبناء العشائر.
صراع السويداء المزمن مع السلطة المركزية
لا تعد الأزمة الراهنة في السويداء استثناءً في العلاقة المتوترة بين المحافظة والدولة السورية، إذ تعود جذور التوتر إلى عقود مضت. فقد شهدت السويداء أولى أزماتها السياسية مع السلطة المركزية عام 1947، عقب الانتخابات التشريعية التي بقيت خلالها أربعة من أصل خمسة مقاعد مخصصة للطائفة الدرزية شاغرة لمدة عام كامل، في مؤشر على أزمة تمثيل حادة.
وفي العام ذاته، اندلعت مظاهرات واشتباكات مسلحة بين الزعامة التقليدية لآل الأطرش، التي قادت الثورة السورية الكبرى سابقًا، وحركة فلاحية عُرفت باسم “الشعبيين”. وقد وُجّهت حينها اتهامات إلى الرئيس شكري القوتلي بدعم تلك الحركة بهدف تقليص نفوذ آل الأطرش، بسبب علاقتهم الوثيقة بالأسرة الهاشمية الأردنية ودعمهم مشروع “الهلال الخصيب”.
انتهت تلك المواجهات بتسوية مؤقتة لصراع السويداء، لكن جذوة الصراع لم تنطفئ، إذ عادت بقوة في عهد الرئيس أديب الشيشكلي عام 1953، ثم أعقبتها محاولة انقلاب فاشلة قادها الضابط الدرزي سليم حاطوم عام 1966، أُعدم على إثرها بعد عام.
وفي التاريخ القريب، تكررت هذه الديناميات في صراع السويداء بشكل مختلف. فقد واجهت الاحتجاجات السلمية في السويداء عام 2021 اتهامات من النظام بـ”النزعة الانفصالية”، وهي تهمة دأب النظام السوري على استخدامها لعزل المحافظة عن باقي المناطق، وتصوير مطالب سكانها بأنها لا تعبّر عن الإرادة الوطنية الجامعة.
تعرف المزيد على: شرعية خاتمو تزيد الخلاف بين بونتلاند ومقديشو
ورغم أن المطالب في معظمها اقتصادية وخدمية وسياسية سلمية، فإن السلطات الرسمية لجأت مرارًا إلى تشويه صورتها إعلاميًا، ما عمّق الفجوة بين المحافظة والدولة، وفتح الباب لتكرار سيناريوهات الصدام في صراع السويداء.