أصدرت شرطة أرض الصومال تقريرها السنوي حول معدلات الجريمة، كاشفةً عن تسجيل أكثر من 25 ألف قضية جنائية خلال الفترة ما بين نوفمبر 2024 ونوفمبر 2025، في حصيلة وُصفت بأنها “واقعية ومثيرة للانتباه” تعكس تحديات الأمن الداخلي في المنطقة.
25 ألف قضية جنائية خلال عام واحد

قال اللواء إبراهيم عبدي حاجي محمود، رئيس عمليات شرطة أرض الصومال، خلال الاحتفال بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس القوة، إن السلطات فتحت التحقيق في 25,073 قضية جنائية خلال العام الماضي.
وأوضح أن شرطة أرض الصومال أغلقت نحو 4,852 قضية بسبب عدم كفاية الأدلة، فيما تمت تسوية 9,129 قضية عبر الوساطة التقليدية الصومالية، وأُحيلت 11,092 قضية إلى المحاكم المختصة.
تراجع في جرائم القتل وثبات في معدلات الكشف

وأشار التقرير إلى تسجيل 48 جريمة قتل خلال العام، مؤكدًا أن شرطة أرض الصومال تمكنت من تحديد هوية جميع المشتبه بهم، حيث تم القبض على 44 شخصًا بينما ما يزال أربعة آخرون فارّين من العدالة.
وأكد اللواء محمود أن نجاح فرق التحقيق يعكس “تطور قدرات شرطة أرض الصومال في التحري والمتابعة الميدانية”.
ارتفاع حالات العنف الجنسي واستمرار جهود المكافحة
وفي بند الجرائم الجنسية، أوضحت الإحصاءات أن العام الماضي شهد 278 حالة اغتصاب، تم رفض 42 قضية منها لغياب الأدلة الكافية.
وأفادت شرطة أرض الصومال بأن 212 متهمًا أُحيلوا إلى القضاء، فيما لا يزال 24 مشتبهًا بهم طلقاء وتلاحقهم الجهات المختصة.
وشددت القيادة على أن مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي تمثل “أولوية استراتيجية” ضمن خطط شرطة أرض الصومال للعام المقبل.
قضايا المخدرات تتصدر المشهد الأمني

ولم تغب الجرائم المرتبطة بالمخدرات عن تقرير شرطة أرض الصومال، إذ تم ضبط 3,590 لترًا من الكحول و268 كيلوغرامًا من الحشيش خلال العام.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوة إن هذه الكميات “تؤكد نشاط شبكات تهريب تعمل عبر الحدود”، مشيرًا إلى تعاون الشرطة مع الأجهزة الأمنية الإقليمية لتفكيك هذه الشبكات.
حماية الأطفال.. مسؤولية إنسانية وأمنية
كشف التقرير أن تعاملت مع 17 حالة تتعلق بالأطفال، بينهم سبعة أطفال متوفين، في حين تم إنقاذ عشرة ونقلهم إلى دور الرعاية.
وأكدت القيادة أن حماية الفئات الضعيفة، خاصة الأطفال، تشكل محورًا أساسيًا في سياسات الشرطة الجديدة.
اعتقالات بارزة تشعل الجدل العام

وشهد العام الماضي اعتقال عدد من الشخصيات البارزة، بينهم الناشط عبد الملك موسى كولدون، والصحفي أحمد محمود دول، ونجمة مواقع التواصل قادان عبد الله قرين.
هذه الاعتقالات أثارت نقاشًا واسعًا في المجتمع المحلي، حيث واجهت شرطة أرض الصومال انتقادات من جماعات حقوقية، بينما أكدت السلطات أن الإجراءات تمت وفقًا للقانون.
تعرف المزيد: تبادل إطلاق النار قبالة السواحل الصومالية: قراصنة يهاجمون ناقلة ستولت
نظرة إلى المستقبل: نحو شرطة أكثر شفافية ومهنية
في ختام التقرير، شدد اللواء إبراهيم عبدي على أن شرطة أرض الصومال تسعى إلى ترسيخ مبدأ الشفافية في عملها وتطوير قدراتها في مجالات التحقيق، التدريب، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الجريمة.
وأضاف أن العام المقبل سيشهد إطلاق خطة جديدة تهدف إلى تعزيز ثقة المجتمع في الشرطة وتحسين التعاون بين المواطنين والجهات الأمنية.
