دخلت قضية سلامة الأطفال في روبلوكس مرحلة جديدة من التصعيد بعد أن رفع المدعي العام لولاية تكساس، كين باكستون، دعوى قضائية ضد المنصة، متهمًا إياها بخداع الآباء حول مدى أمان اللعبة للأطفال.
ويقول باكستون إن “روبلوكس” فشلت في الوفاء بوعودها المتعلقة بـ حماية المستخدمين القُصّر، رغم ترويجها المستمر بأنها بيئة آمنة ومناسبة للصغار.
اتهامات جماعية تتعلق باستغلال القاصرين عبر الإنترنت

الدعوى الجديدة ليست الأولى من نوعها، إذ انضم باكستون إلى مدعين عامين من كنتاكي ولويزيانا، بالإضافة إلى دعاوى خاصة أخرى، تتهم المنصة بأنها أصبحت ملاذًا للمتحرشين والمستغلين للأطفال.
ويرى مراقبون أن هذه القضية قد تفتح نقاشًا أوسع حول سلامة الأطفال في روبلوكس والمنصات المشابهة التي تعتمد على التواصل المباشر بين اللاعبين.
رد الشركة: نلتزم بأعلى معايير الأمان

في المقابل، نفت شركة “روبلوكس” هذه المزاعم مؤكدة أنها تضع سلامة الأطفال في روبلوكس على رأس أولوياتها.
وقالت الشركة، التي تتخذ من سان ماتيو – كاليفورنيا مقرًا لها، إنها تطبق أنظمة أمان متقدمة تشمل:
- مراقبة النشاطات المشبوهة على مدار الساعة.
- أدوات تمنح الآباء سيطرة أكبر على تواصل أطفالهم والمحتوى الذي يتعرضون له.
- تعاون وثيق مع السلطات الأمنية لتعقب أي جهة ضارة.
وأكدت المنصة أنها “تشارك المدعي العام باكستون التزامه بحماية الأطفال”، لكنها عبّرت عن خيبة أملها من اللجوء إلى القضاء بدل التعاون في حل هذه القضايا.
وأضافت الشركة أن الحديث عن قصور في سلامة الأطفال في روبلوكس “يقوم على معلومات غير دقيقة ومبالغات إعلامية”.
ملايين المستخدمين الصغار.. وتحدٍ عالمي في الأمن الرقمي

تشير بيانات الشركة إلى أن متوسط عدد المستخدمين النشطين يوميًا في الربع الثالث من عام 2025 بلغ 151.5 مليون مستخدم، منهم 40% دون سن 13 عامًا.
وتكشف هذه الأرقام أن سلامة الأطفال في روبلوكس لم تعد قضية محلية أمريكية فحسب، بل قضية عالمية، إذ يأتي 83% من المستخدمين من خارج الولايات المتحدة وكندا.
التحذير من تكرار سيناريو “تيك توك”

الدعوى ضد “روبلوكس” تأتي بعد أشهر من قضية مماثلة رفعها المدعي العام نفسه ضد تطبيق “تيك توك” بسبب مخاوف تتعلق بسلامة المستخدمين القاصرين.
ويرى خبراء القانون أن القضايا المتتالية تسلط الضوء على اتساع نطاق أزمة سلامة الأطفال في روبلوكس، وأنها قد تدفع السلطات الأمريكية إلى فرض رقابة أشد وتشريعات جديدة على شركات التكنولوجيا.
هل تفقد روبلوكس ثقة الآباء؟
تواجه المنصة اليوم اختبارًا حقيقيًا في كسب ثقة الآباء بعد تزايد الحديث عن مخاطرها.
وبينما يؤكد كثير من المستخدمين أن المنصة وفّرت بيئة تعليمية وترفيهية ناجحة، يرى آخرون أن سلامة الأطفال في روبلوكس تحتاج إلى تطوير دائم وتدقيق أكثر شفافية، خاصة مع صعوبة مراقبة التفاعلات الافتراضية بين ملايين اللاعبين.
تعرف المزيد: ثورة 2025 الطبية: الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية يبتكر أجسامًا مضادة خارقة
أصبحت سلامة الأطفال في روبلوكس عنوانًا رئيسيًا للنقاش بين الأسر، وصنّاع القرار، وشركات التكنولوجيا.
وإذا لم تنجح الشركة في إثبات قدرتها على ضبط منصتها، فقد تتحول هذه القضية إلى سابقة قانونية تؤثر على مستقبل الألعاب الإلكترونية للأطفال حول العالم.

