في خطوة توصف بالتحول التاريخي لقطاع الاتصالات، أعلنت شركة “ستارلينك”، التابعة لإيلون ماسك، عن بدء تقديم خدمات الإنترنت في الصومال، بعد حصولها رسميًا على ترخيص من الهيئة الوطنية للاتصالات. يأتي هذا الإعلان بعد مفاوضات استمرت أكثر من عامين، ما يجعل ستارلينك في الصومال واحدة من أبرز مبادرات التحول الرقمي في شرق أفريقيا لعام 2025.
ترخيص تاريخي وخطوة مدروسة
خلال حفل رسمي أقيم في مقديشو، وبحضور مسؤولين حكوميين وممثلين عن الشركة، تم الإعلان عن منح ستارلينك في الصومال ترخيص التشغيل، لتنضم البلاد بذلك إلى قائمة الدول الأفريقية التي سبقتها في اعتماد هذه التقنية الحديثة مثل النيجر وليبيريا.
وقال مصطفى ياسين شيخ، المدير العام للهيئة الوطنية للاتصالات: لقد أجرينا محادثات مع هذه الشركة لمدة عامين ونصف. واليوم نمنحها الترخيص، وهو إنجاز نعتبره بداية جديدة لسد الفجوة الرقمية في بلادنا.
رؤية حكومية للتغيير
من جانبه، أكد وزير الاتصالات والتكنولوجيا محمد المعلم أن الحكومة ترحب بدخول ستارلينك في الصومال، معتبرًا هذه الخطوة جزءًا من رؤية وطنية لتوفير الإنترنت لكل المواطنين، بأسعار مناسبة وجودة عالية، خاصة في المناطق التي ظلت لعقود تعاني من العزلة الرقمية.
لماذا تُحدث ستارلينك فرقًا؟
تعتمد تقنية ستارلينك في الصومال على أقمار صناعية ذات مدار أرضي منخفض (LEO)، ما يسمح بتوفير اتصال إنترنت عالي السرعة ومنخفض الكمون، حتى في القرى النائية والمناطق التي تفتقر للبنية التحتية التقليدية. وهذا يُمثل نقلة نوعية في بيئة كانت تُعاني من بنية اتصالات متواضعة وتغطية محدودة.
بحسب بيانات البنك الدولي، لم تتجاوز نسبة من لديهم اتصال بالإنترنت في الصومال 30% بحلول عام 2022. ويُتوقع أن تُضاعف ستارلينك في الصومال هذه النسبة خلال السنوات المقبلة.
الأثر على المجتمعات الريفية والخدمات الأساسية
ستُوفر شبكة ستارلينك في الصومال خدمات إنترنت مستقرة وموثوقة للمدارس، والمراكز الصحية، والشركات الصغيرة، وحتى لخدمات الطوارئ. ما يعني تحولًا فعليًا في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية، فضلًا عن تحسين استجابة الدولة للكوارث والظروف الطارئة.
تحديات حقيقية لكن واعدة
ورغم الحماس الشعبي والرسمي، تبقى هناك تحديات. أبرزها ارتفاع تكلفة الأجهزة اللازمة للاستفادة من خدمات ستارلينك في الصومال، وصعوبة التوزيع اللوجستي في بعض المناطق النائية. إلا أن الحكومة تراهن على هذه الخطوة لجذب المزيد من المستثمرين إلى قطاع الاتصالات، وتعزيز التنافسية بين الشركات المحلية والعالمية.
موقع استراتيجي… وتأثير إقليمي
يُعتبر موقع الصومال الجغرافي على المحيط الهندي ميزة إضافية تجعل من ستارلينك في الصومال مشروعًا جاذبًا على المستوى الإقليمي، حيث تسعى البلاد إلى أن تصبح مركزًا رقميًا يربط شرق أفريقيا بالعالم.
ويُضيف إطلاق الخدمة ضغوطًا على الشركات المحلية مثل “هورمود”، التي قد تضطر لتحسين خدماتها لتظل منافسة في سوق يشهد تحولًا سريعًا.
أفريقيا على خارطة ستارلينك
الصومال هي الدولة رقم 19 في أفريقيا التي تحصل على خدمة ستارلينك، ضمن توسع الشركة في القارة. وتُظهر تجربة ستارلينك في الصومال أن الأقمار الصناعية قد تكون الحل الأمثل لدول تعاني من ضعف في الشبكات الأرضية.
إيلون ماسك، مؤسس الشركة، أكد إطلاق الخدمة بتغريدة مقتضبة على منصة X قال فيها: ستارلينك الآن في الصومال
وهي رسالة قصيرة لكنها تُعبر عن إنجاز ضخم.
مستقبل التحول الرقمي في الصومال
مع توسع ستارلينك في الصومال، يفتح الباب أمام ثورة رقمية حقيقية. فمن المتوقع أن تسهم الخدمة في تعزيز الشمول المالي من خلال الخدمات المصرفية الرقمية، ودعم الشركات الناشئة، وتمكين المرأة والشباب في المناطق الريفية من الوصول إلى فرص جديدة عبر الإنترنت.
تعرف المزيد: أفضل الأسهم التكنولوجية 2025: انتعاشة متوقعة لهذه الشركات خلال الربع الثالث
هل تنجح ستارلينك في تغيير المعادلة؟
رغم كل التحديات، تبقى ستارلينك في الصومال بارقة أمل لمستقبل رقمي أكثر إشراقًا. إن الجمع بين الإرادة السياسية والتكنولوجيا الحديثة قد ينجح أخيرًا في كسر عزلة المجتمعات المهمشة، وفتح أبواب التنمية والابتكار أمام جيل جديد من الصوماليين.
خلفية عن توسع ستارلينك في الصومال وسياق إطلاق الخدمة
شهد قطاع الاتصالات في الصومال تطورات متسارعة في السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد الحاجة إلى حلول مبتكرة لسد الفجوة الرقمية في المناطق النائية والمحرومة. وفي هذا السياق، برزت أهمية دخول “ستارلينك في الصومال” كحل عملي لتجاوز ضعف البنية التحتية الأرضية. تعتمد الخدمة على أقمار صناعية منخفضة المدار، مما يجعلها قادرة على إيصال الإنترنت حتى إلى أبعد المناطق.
جاء اهتمام الحكومة الصومالية بخدمة “ستارلينك في الصومال” نتيجة لسعيها إلى تحسين الشمول الرقمي وتعزيز خدمات التعليم والصحة والأعمال. وتُعد الشراكة الجديدة خطوة نحو تحقيق رؤية أوسع لتوفير إنترنت موثوق وسريع بتكلفة معقولة.
مع التوسع المتزايد في استخدام الإنترنت، تُمثل “ستارلينك في الصومال” نقلة نوعية ستنعكس إيجابًا على حياة المواطنين وعلى نمو الاقتصاد الرقمي في البلاد.