في لحظة مؤثرة على مسرح مسابقة ملكة جمال العالم 2025، وقفت زينب جامع، ملكة جمال الصومال، لتروي تجربتها الشخصية مع ختان الإناث، وهي ممارسة لا تزال تؤثر على ملايين الفتيات حول العالم. تحدثت زينب عن تعرضها لهذه الممارسة في سن السابعة، حيث تم اقتيادها من بين أصدقائها، وتم تجريدها من ملابسها، وأُجريت لها العملية دون تخدير، باستخدام أدوات حادة وغير معقمة، مما تسبب لها في ألم ومعاناة جسدية ونفسية عميقة.
وصفت زينب ملكة جمال الصومال كيف تم خياطة جسدها بخيوط سميكة، تاركة فتحة صغيرة بالكاد تسمح بمرور البول أو دم الحيض، وهي ممارسة تُعرف باسم “التضييق” أو “الختان الفرعوني”. بعد العملية، تم تقييد ساقيها وبقاؤها في غرفة مظلمة لأيام، تعاني من الألم والنزيف، وهي تجربة قالت إنها أنهت طفولتها إلى الأبد.
من الألم إلى الأمل: ملكة جمال الصومال تؤسس مبادرة لمكافحة ختان الإناث
بعد فرارها من الصومال بسبب الصراعات والنزاعات، واستقرارها في المملكة المتحدة، قررت زينب تحويل ألمها إلى قوة دافعة للتغيير. أسست “مؤسسة المبادرة النسائية”، وهي منظمة تهدف إلى توعية المجتمعات بمخاطر ختان الإناث، وتقديم الدعم للناجيات، والعمل على إنهاء هذه الممارسة الضارة.
تعمل زينب من خلال مؤسستها على تنظيم ورش عمل توعوية، والتواصل مع الأمهات والمجتمعات المحلية، لتغيير المفاهيم المغلوطة التي تربط ختان الإناث بالطهارة أو الشرف. تؤكد زينب أن الحب والتقاليد لا يجب أن يكونا على حساب صحة وسلامة الفتيات، وأنه يمكن الحفاظ على التقاليد دون إيذاء الأطفال.
ختان الإناث: ممارسة عالمية تتطلب جهودًا متضافرة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعرضت أكثر من 230 مليون فتاة وامرأة حول العالم لختان الإناث، مع تعرض أكثر من 4 ملايين فتاة للخطر سنويًا. تُعتبر الصومال من بين الدول ذات أعلى معدلات انتشار هذه الممارسة، حيث تشير التقديرات إلى أن 98% من النساء والفتيات الصوماليات قد خضعن لها.
على الرغم من الجهود المبذولة لحظر ختان الإناث، إلا أن التنفيذ لا يزال ضعيفًا في العديد من المناطق، مما يتطلب مزيدًا من العمل والتوعية. تُعد شهادة زينب جامع ملكة جمال الصومال خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث تسلط الضوء على المعاناة التي تسببها هذه الممارسة، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهائها.
تُعتبر قصة زينب جامع ملكة جمال الصومال تذكيرًا قويًا بضرورة العمل الجماعي لإنهاء ختان الإناث، وحماية حقوق الفتيات والنساء حول العالم.
تعرف المزيد على: الدول الفقيرة تدفع ثمن أزمة المناخ: خسائر تفوق الـ150 مليار دولار رغم انبعاثاتها المحدودة