بدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الأحد 14 سبتمبر 2025، زيارة رسمية إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بعد الغارة الإسرائيلية غير المسبوقة على قطر الأسبوع الماضي، ومع انعقاد قمة عربية إسلامية طارئة في الدوحة. وتأتي الزيارة عقب انتقادات وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل، واصفًا الهجوم على قادة حماس في العاصمة القطرية بأنه “فاشل ووقح”
زيارة ماركو روبيو لإسرائيل وسط خلافات واشنطن و تل أبيب

تأتي الزيارة بينما يحاول البيت الأبيض احتواء تداعيات الغارة على قطر من جهة، والحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع تل أبيب من جهة أخرى. ورغم امتعاض ترامب العلني، أكد روبيو أن ذلك “لن يغيّر طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين”، مشيرًا إلى أن النقاش سيركز على مستقبل غزة وملف الرهائن.
الغارة على قطر تلقي بظلالها على زيارة ماركو روبيو لإسرائيل

الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعًا لقيادات حماس في الدوحة أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم ضابط أمن قطري، وأثار إدانات عربية ودولية واسعة. ورغم نجاتهم، فإن القادة المستهدفين كانوا يناقشون مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار، وهو ما جعل زيارة ماركو روبيو لإسرائيل جزءًا من محاولة السيطرة على الأضرار.
الأولويات الأميركية خلال الزيارة

أكد روبيو أن أولوياته تشمل تأمين عودة الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، إضافة إلى بحث مستقبل غزة بعد الحرب. لكنه أوضح أن هوية الجهة المسؤولة عن إعادة الإعمار وتمويله ما زالت موضع نقاش.
هل تغيّر زيارة ماركو روبيو لإسرائيل موقف المجتمع الدولي؟
في الوقت الذي تجري فيه الزيارة، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح دعم حل الدولتين. كما أعلنت فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الغربية نيتهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تعكس استياءً من السياسات الإسرائيلية. وفي المقابل، مضت حكومة نتنياهو قدمًا في خطط توسيع المستوطنات ودعت إلى تهجير سكان غزة.
نقطة حركت حماس لم تعظي بتغطية..
من جانبها، أعلنت حركة حماس استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى والتخلي عن إدارة غزة لصالح حكومة فلسطينية مؤقتة مقابل وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع. هذه النقطة، رغم أهميتها، لم تحظَ بتغطية كافية في الإعلام الدولي، لكنها تشكّل محورًا رئيسيًا ضمن النقاشات المصاحبة لـ زيارة ماركو روبيو لإسرائيل
تعرف المزيد: رفض نتنياهو حل الدولتين بالضفة: توسع استيطاني يهدد المستقبل الفلسطيني
تؤكد زيارة ماركو روبيو لإسرائيل أنها ليست مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل محاولة لاحتواء أزمة معقدة تشمل الحرب في غزة وتداعيات الغارة على قطر والضغوط الدولية المتزايدة. ومع تضارب المواقف بين واشنطن وتل أبيب، يبقى السؤال ما إذا كانت هذه الجولة ستفتح الطريق نحو تسوية حقيقية، أم ستبقى مجرد إدارة للأزمات.