على إمداد عقود، رسخ دور الإمارات الإنساني في الصومال، موقعًا إنسانيًا فاعلًا في حياة الصومال، ليس كلامًا بروتوكوليًا وحده، بل سلسلة أفعال ومواقف تلامس واقع الناس، منحًا غذائية، قوافل إغاثة، وحدات طبية ومشروعات خدمية، أعادت للأسر المتضررة بعضًا من كرامتها اليومية. تظهر قصة هذا الدعم بوضوح في لحظات الشدة، حيث يصبح العون الإماراتي فرقًا بين يوم مر به المرء، وهو بلا طعام أو ماء، ويوم يبدأ فيه بصوت أمل خافت.
دور الإمارات الإنساني في الصومال
في الأوقات الطارئة
في 2025، تجاوبت دولة الإمارات العربية المتحدة، بسرعة مع كارثة فيضانات، ألحقت أضرارًا واسعة بعدة مناطق صومالية. وصلت قوافل إغاثية تحمل مئات الأطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية إلى موانئ ومدن متضررة، كما استهدفت الأسر الأكثر هشاشة.
لم تكن تلك الشاحنات، أرقامًا على ورق، بل وجوهًا ومنازلًا ولحظات توقف أمام موائد جائعة، وهنا يظهر جوهر دور الإمارات الإنساني في الصومال، القرب من الناس في زمن الحاجة.
رمضان والكرم: سلال غذائية إنسانية
خلال شهر رمضان هذا العام، سافرت قوافل المساعدات الإماراتية إلى أحياء ومخيمات، حيث يتحول الإفطار إلى معركة يومية بين الحاجة والحرمان. آلاف من السلال الغذائية وزعت على أسر افتقدت الاستقرار فكان لذلك وقع خاص في قلوب المستفيدين، ليس فقط لأن الطعام وصل بل لأن رسالة التضامن وصلت أيضًا، رسالة تقول: “أنتم لستم وحدكم في أصعب لحظاتكم”.
الجانب الصحي
منذ سنوات امتدت مداخيل الدعم الإماراتي إلى قطاع الصحة، مستشفى الشيخ زايد في مقديشو كان مثالًا حيًا على ذلك، إذ فتح أبوابه للآلاف بالمجان. استقبل مرضى كانوا يعبدون طريقهم الى العلاج كمن يلتمس معجزة صغيرة إلى جانب المستشفى. عملت عيادات منتقلة ووحدات صحية في مدن وبلدات نائية، لتخفف عن القرى حاجات لم تكن تحظي بخدمات طبية متاحة عندما يكون الدواء متاحًا بلا مقابل، يعود البشر إلى ممارسة حياتهم بكرامة، وتتحول كلمة “مساعدة” إلى فعل يومي محسوس.
مشاريع تنموية وحياة متجددة
دور الإمارات الإنساني في الصومال، لم يقتصر على الطوارئ، بل شمل مشاريع تنموية تهدف لتقليل الاعتماد على المساعدات الطارئة حفر آبار في مناطق عطشى، إنشاء مرافق تعليمية بسيطة، تجهيز بني تحتية صغيرة، كلها جهود تعطي الناس فرصة لإعادة بناء روتين حياتهم.
تنقش هذا المشاريع معنى آخر للمساعدات، ليست رحمة وحسب، بل استثمار في قدرة المجتمع على الصمود.
أدوار الإمارات الإنسانية وشهادات من ارض الواقع
صوت الناس يعكس الحقيقة
أصوات الصالحين من داخل الصومال تكشف عن علاقة إنسانية تتجاوز الرسمية في دور الإمارات الإنساني في الصومال، كثيرون يذكرون كيف وجدت أسرهم في الإمارات ملاذًا وفرصة للتعلم والعمل، وكيف أن الدعم ظل متواصلًا حتى مع تغير الظروف السياسية. قصص بسيطة عن عائلات حصلت على علاج، طلاب نالوا منحًا، وأسر تلقت سلالًا غذائية، كلها تروي حقيقة واحد أن الوجود الإماراتي في الصومال حرفة إنسانية قبل أن تكون استراتيجية.
التعاون الأكثر فاعلية
رغم الجهود، تبقى التحديات كبيرة. الاحتياجات تفوق الموارد، والفترات الجافة والفيضانات تكرر نفسها، الأمر الذي يستلزم تنسيقًا أوسع بين الجهات الإنسانية والحكومية لضمان وصول المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة، العمل الإنساني يحتاج خططًا طويلة الأمد بجانب الاستجابة الطارئة، وهذا ما يجعله الشراكات المستمرة مهمة جدًا.
تعرف المزيد على: دعم الإمارات للصومال: مبادرة جديدة تعزز قدرات مقديشو على مواجهة الطوارئ
صفحة لن تطوى أبدًا
قصة الإمارات في الصومال ليست صفحة مغلقة، بل سطر يكتب كلما احتاج الناس إلى يد تمد لهم العون من مساعدات الطوارئ إلى المستشفيات والمشاريع التنموية. يتضح أن هذا الدعم إنساني بطبعه، يقيس أثره بمدى الراحة التي يعود بها إلى الاسرة، وبمدى الأمل الذي يولده لدى طفل قادر أخيرًا على الذهاب الى المدرسة أو تناول دوائه. هذه هي صورة دور الإمارات الإنساني في الصومال، والتضامن التي يمكن أن يفتخر بها أي قارئ صومالي، لأنها تقرأ على وجه إنسان يجد فسحة من الأمان في زمن الشدة.