عاد خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض إلى الواجهة مجددًا بعد أن نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض على منصة “إكس” صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من داخل مطعم ماكدونالدز، في إشارة ساخرة إلى تصريحات النائبة الديمقراطية إلهان عمر حول إمكانية ترحيلها من الولايات المتحدة.
الخطوة التي بدت بسيطة في ظاهرها، تحوّلت إلى موجة واسعة من الجدل بين من اعتبرها سخرية سياسية متعمدة، ومن رآها تجاوزًا غير مقبول من مؤسسة رسمية تجاه عضو منتخب في الكونغرس الأمريكي.
من السخرية إلى التصعيد السياسي

القصة بدأت عندما ظهرت عمر في مقابلة إذاعية قالت فيها إنها لا تخشى الترحيل، مؤكدة أنها تستطيع “العيش حيثما تشاء”. لكن رد البيت الأبيض أعاد إشعال خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض، حيث ربطها كثيرون بسلسلة طويلة من الهجمات اللفظية بين الطرفين منذ سنوات.
الصورة التي نشرها المكتب الإعلامي للبيت الأبيض للرئيس ترامب أثناء خدمته في مطعم ماكدونالدز عام 2024 بدت كأنها رسالة وداع غير مباشرة لعمر، الأمر الذي فُسّر على نطاق واسع بأنه تصعيد سياسي مقصود ضدها.
جذور الخلاف بين ترامب وإلهان عمر

يعود خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض إلى بدايات ولاية ترامب الأولى، عندما اتهمها الرئيس مرارًا بـ”كراهية أمريكا” ودعاها إلى “العودة إلى بلدها الأصلي”.
عمر، التي ولدت في الصومال ولجأت إلى الولايات المتحدة في طفولتها، ردّت آنذاك بأن تصريحات ترامب تعبّر عن “قومية بيضاء متطرفة”، ووصفت سلوكه بأنه “محاولة لإسكات الأصوات التقدمية في الكونغرس”.
ومع كل ظهور إعلامي جديد، كان الخلاف يتجدد بين الطرفين ليشكّل إحدى أكثر المواجهات المثيرة في السياسة الأمريكية المعاصرة.
البيت الأبيض يدخل على خط السخرية

نشر الصورة لم يكن حدثًا عابرًا، بل نقطة جديدة في خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض، إذ رأى مراقبون أن استخدام حساب رسمي للسخرية من نائبة في الكونغرس يطرح تساؤلات حول حدود المسؤولية السياسية.
وفي حين تجاهل البيت الأبيض الرد على استفسارات الصحافة، اكتفى فريق ترامب الانتخابي بالتلميح إلى أن “من لا يحب أمريكا يمكنه المغادرة”، في تكرار واضح لخطاب ترامب الشهير عام 2019.
ردّ إلهان عمر: “ترامب مهرّج كاذب”
لم تتأخر النائبة الديمقراطية في الرد، إذ وصفت ترامب بأنه “مهرّج كاذب لا يجب أن يؤخذ على محمل الجد”، معتبرة أن خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض ليس سوى انعكاس لمحاولة إلهاء الأمريكيين عن القضايا الجوهرية.
وقالت في منشور على “إكس”: “الرئيس يختلق القصص ويحرّض على الكراهية، لأنه لا يحتمل رؤية أشخاص مثلنا يخدمون في الكونغرس الأمريكي”.
الجدل يتسع على وسائل التواصل

خلال ساعات من نشر الصورة، تصدّر وسم خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض قوائم الترند على منصات التواصل، وسط انقسام واضح في الرأي العام.
فبينما اعتبر البعض أن السخرية تعكس “فقدان اللياقة السياسية” في واشنطن، رأى آخرون أنها مجرد “ردّ فكاهي” على تصريحات عمر.
لكن اللافت أن المقطع الأصلي لعمر الذي بدأ الأزمة حصد أكثر من مليوني مشاهدة خلال يومين فقط، ما جعل الخلاف يتحول إلى مادة انتخابية جديدة في معركة ترامب المقبلة.
من اللاجئة إلى نائبة في الكونغرس

ولدت عمر في مقديشو عام 1982، وغادرت الصومال مع عائلتها إلى كينيا بعد اندلاع الحرب الأهلية، قبل أن تحصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة عام 1995.
قصة نجاحها السياسية كانت ملهمة، لكنها لم تمنع تصاعد خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض، الذي يلاحقها منذ دخولها الكونغرس عام 2018 كأول امرأة مسلمة من أصل صومالي تتولى هذا المنصب.
تحليل: سخرية أم استراتيجية انتخابية؟
يرى محللون أن خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض ليس مجرد خلاف شخصي، بل يعكس انقسامًا عميقًا في الخطاب السياسي الأمريكي بين اليمين المحافظ والتيار التقدمي.
فترامب يستخدم المواجهة مع شخصيات مثل عمر لتعزيز صورته لدى قاعدته الانتخابية، بينما تستثمر عمر هذه الهجمات لتأكيد مواقفها المناهضة للعنصرية وسياسات الهجرة المتشددة.
وفي النهاية، يبدو أن هذا الخلاف المستمر سيبقى ورقة سياسية رابحة للطرفين مع اقتراب الانتخابات المقبلة.
تعرف المزيد: سجن ركيفيت.. كيف تبدو تجربة الاعتقال تحت الأرض؟
مهما اختلفت الآراء حول الواقعة الأخيرة، فإن خلاف إلهان عمر مع ترامب والبيت الأبيض تجاوز حدود السياسة إلى اختبار حقيقي لمدى تسامح المجتمع الأمريكي مع التنوع والاختلاف.
